أختي المسلمة: هناك غطاء يجلل حياتك الزوجية ينبغي أن تحرصي عليه وألا تدمريه، هذا الغطاء هو: الحب المودة الرحمة التي يجب أن تزرعيها في قلبك لزوجك، وفي قلب زوجك لكِ؛ لأنها ثمرة الزواج، يقول الله عز وجل: {وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً} [الروم:21] والمودة والرحمة والحب: إكسير الحياة الزوجية، وطعمها ولذتها، والحياة الزوجية بغير حبٍ، وبغير مودة ولا رحمة حياةٌ باهتة لا طعم فيها ولا لذة، وبالتالي لا سكن فيها ولا رحمة ولا ارتياح، بل قلق، واضطراب، ومشاكل، وقد تقولين: كيف أستطيع أن أكسب زوجي؟ وكيف أفرض عليه أن يحبني وأن يحترمني؟ هذا دورك وهذا اختصاصك بتقديم أفضل خدمة له، وبالطاعة المطلقة له إلا في معصية الله، وبمراعاة حالته وعدم إرهاقه، وبالقيام بالحقوق الواجبة له، وبالابتسامة في وجهه، وبالصفح والعفو عن زلاته، وعدم محاسبته على كل صغير وكبير من أمره؛ لأن كثرة العتاب والمحاسبة توجب النفرة والكراهية وتحمل على هذا.
واعلمي -أيتها الأخت المسلمة- أن تقييم المرأة يتم عن طريق زوجها وعلاقتها به، وليس عن طريق علاقتها بأهلها أو جيرانها، فإذا كانت صالحة طائعة لزوجها فهي طيبة عند كل الناس، وهي موضع احترام الجميع، أما إذا كانت سيئة مع زوجها فهي سيئة في نظر الناس، وموضع ازدراء عند الآخرين لماذا؟ لأن العلاقة الزوجية هي المحك الصحيح الذي يكشف أخلاقيات المرأة، أما بقية العلاقات فهي مجاملات فقط، وعلاقات منافع ومصالح لا تكشف عن معدن المرأة ولا عن أخلاقياتها.