الدليل الأول: أنه صلى الله عليه وسلم لم يفعله، ولو كان هدى لكان أول من يفعله هو، فيحتفل بمولده هو صلى الله عليه وسلم، فإنه يعرف فضائل الأعمال، ولو كان خيراً لسبق إليه، وأيضاً لم يحتفل بذلك خلفاؤه الراشدون وأصحابه البررة، فهم كانوا أحب الناس إليه، وهو أحب الناس إليهم، وحينما افتقدوه في أول يوم، يقول أحد الصحابة: [والله ما عدنا من المقبرة إلى البيوت إلا وقد تغير كل شيء في حياتنا، حتى الشمس والليل والنهار] أنكروا كل شيء بعد النبي صلى الله عليه وسلم لكنهم ما ابتدعوا في الدين، وجاءوا يوم ميلاده وقالوا: نحيي ذكراه، فهو حي في كل وقت وحين، وأيضاً لم يفعله سلف هذه الأمة في القرون المفضلة، التي قال فيها عليه الصلاة والسلام: (خير القرون قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم) هذه الثلاثة القرون هي النماذج الحية للإسلام وللتطبيق السلفي لدين الله، فلما لم يفعله الرسول، ولم يفعله خلفاؤه، ولا الصحابة، ولا التابعون، ولا السلف الصالح، دل هذا على أنه ليس بدين، وأن من أتى به فهو مردود على وجهه، لا نقبله منه.