حكم الجوائز التي يضعها التجار للتنافس

Q ما حكم جوائز (المراعي) فالناس يتسابقون عليها من أجل الجائزة؟

صلى الله عليه وسلم يريد يشتري سيارة بخمسة ريال، سيارة قيمتها ثلاثين ألف يقول: يريدها بخمسة ريال: وقد رأيت شخصاً في سوق المركزي جاءه شاب واشترى عشر علب بخمسين ريال وفتحها وهي على (الماسة)، كلما فتحها وإذا بها عشر (هللات) عشر (هللات) فإذا كملت فإنه يلعنهم ويأخذها ويضرب بها التراب، ونتسابق عليها كلنا وإنه يلحقني منها اثنتان مجاناً، هذا -أيها الإخوة- أسلوب شيطاني من وسائل اليهود من أجل ابتزاز أموال الناس، بعض الناس لا يريد لبن لكن يقول: يا شيخ! لبن تأتي معه سيارة، ولذا ينفقون، وكم يضعون؟ يصنعون عشرة مليون علبة ويضعون فيها سيارة، وبعد ذلك على فرض إنك اشتريت أول علبة وطلعت لك سيارة، سيارة بأي حق تأخذها، من أين أخذتها من ظهور هؤلاء الذين يلاعنون والذين هم قاعدون يشترون سنين ولا طلعت لهم سيارة، أجل دخلت عليك السيارة من غير طريق شرعي وحرام، وفي هذا فتوى صريحة للشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله وهي صادرة منه وهو الرئيس العام لـ إدارة البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد.

يقول: بسم الله الرحمن الرحيم.

الحمد لله والصلاة على رسول الله.

أما بعد: لوحظ قيام بعض المؤسسات والمحلات التجارية بنشر إعلانات في الصحف وغيرها عن تقديم جوائز لمن يشتري من بضائعها المعروضة مما يغري بعض الناس ويدفعهم إلى الشراء من هذا المحل دون غيره، أو يشتري سلعاً ليس له فيها حاجة طمعاً في الحصول على إحدى هذه الجوائز، وحيث أن هذا نوعٌ من القمار المحرم شرعاً -اسمعوا هذا كلام الرئيس العام الذي أطبقت الأمة على قبول كلامه رحمه الله وأطال وأمد بركة علمه- يقول: إن هذا نوعٌ من القمار المحرم شرعاً والمؤدي إلى أكل أموال الناس بالباطل لما فيه من الإغراء، والتسبب في ترويج سلعته وإكساد سلع الآخرين المماثلة ممن لم يقامر مثل مقامرته، لذلك أحببت تنبيه القراء على أن هذا العمل محرم شرعاً، والجائزة التي تحصل من طريقته محرمة شرعاً -ساعة أو قلماً أو سيارة أو غير ذلك لا تأخذه أبداً- لكونها من الميسر المحرم شرعاً وهو القمار، فالواجب على أصحاب التجارة الحذر من هذه المقامرات وليسعهم ما يسع الناس، وقد قال الله عز وجل: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ إِلَّا أَنْ تَكُونَ تِجَارَةً عَنْ تَرَاضٍ مِنْكُمْ وَلا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيماً} [النساء:29] * {وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ عُدْوَاناً وَظُلْماً فَسَوْفَ نُصْلِيهِ نَاراً وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيراً} [النساء:30] وهذه المقامرة ليست من التجارة التي تباح بالتراضي بل هي من الميسر الذي حرمه الله لما فيه من أكل المال بالباطل، ولما فيه من إيقاع الشحناء والعداوة بين الناس كما قال عز وجل: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنْصَابُ وَالْأَزْلامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} [المائدة:90] * {إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ وَيَصُدَّكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَعَنِ الصَّلاةِ فَهَلْ أَنْتُمْ مُنْتَهُونَ} [المائدة:91].

والله المسئول أن يوفقنا وجميع المسلمين لما فيه رضاه وصلاح عباده، وأن يعيذنا جميعاً من كل عمل يخالف شرعه إنه جواد كريم وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

عبد العزيز بن عبد الله بن باز الرئيس العام لـ إدارة البحوث العلمية والدعوة والإرشاد.

فرحم الله امرأً انتهى إلى ما سمع، والذي يلزمك هو أن تقاطعها كنوع من ردة الفعل، لماذا؟ لأننا في مجتمع مسلم متماسك، فإذا أرادت شركة أو محل تجاري أن يبتز أموالنا أو أن يضرب الآخرين، الغرض من هذا ضرب المحلات الأخرى.

مثلاً: هناك في السوق ألبان (الصافي) -مثلاً- فالناس كلهم يتوجهون إلى ألبان (المراعي) ويتركون (الصافي) وبالتالي تضطر (الصافي) تعمل نفس العملية وتبدأ المنافسة في الاستهلاك وهذا لا يجوز، ولكن من باب ردة الفعل وباعتبارنا شعباً مسلماً وفي بلد مسلم إذا رأينا مثل هذا فلنقاطعها ولنأخذ من الذين لا يروجون لسلعهم بهذه الطرق المحرمة حتى يتأدبوا؛ لأنه عندما يرى أنه رصد جوائز وأعلن إعلانات ولا أحد اشترى منه، نسبة المبيعات عنده كانت -مثلاً- في اليوم في الماضي مائة ألف علبة لكن لما عمل الدعاية نزلت النسبة إلى ثلاثين ألف علبة قال: إذاً المسألة لا تمشي على هؤلاء، هؤلاء عقلاء وأهل إيمان وتوحيد، ويرجع إلى وضعه الأول، ويحاول أن يكسب السوق إما بإرخاص الثمن مثل (الصافي)، فالحليب (الصافي) كان بخمسة ريال والآن بأربعة ريال، أو بتحسين الجودة فيصنع لبناً ممتازاً.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015