قدر الصلاة ومكانتها في الإسلام

الصلاة هي الفرق ما بين المسلم والكافر، يقول عليه الصلاة والسلام والحديث في صحيح مسلم: (بين الرجل وبين الكفر ترك الصلاة) ويقول كما في سنن أبي داود وهو صحيح: (العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر) وأجمعت الأمة على أنه ليس عمل تركه في الإسلام كفر إلا الصلاة؛ لأنه يقطع صلته بالله، ويهدم إسلامه؛ ولأنها عمود الإسلام، وفي سنن الترمذي وسنن أبي داود حديث معاذ بن جبل رضي الله عنه -وهو حديث صحيح- حينما سأل النبي صلى الله عليه وسلم: عن عمل يدخله الجنة ويباعده عن النار؟ قال له: (ألا أدلك على رأس الأمر وعموده وذروة سنامه؟ قال: رأس الأمر الإسلام، وعموده الصلاة) ولا يمكن أن يقوم إسلام لعبد وهو لا يصلي، إذ أنها آخر موقع يخسرها الإنسان في دينه، أول ما تفقدون من دينكم الأمانة، وآخر ما تفقدون من دينكم الصلاة، فمن ترك الصلاة فلا دين له ولا أمانة، يقول عمر: [أما إنه لا حظ في الإسلام لمن أضاع الصلاة] وكان صلى الله عليه وسلم يوصي في آخر حياته ويقول للأمة: (الله الله بالصلاة، الله الله بالصلاة، الله الله بالصلاة وما ملكت إيمانكم) والله يقول: {فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيّاً} [مريم:59].

والذي يترك الصلاة يكفر بالله، وإذا كفر بالله انتفت عنه حقوق المسلمين وانتهى، هو مسلم بالصلاة؛ فإذا تركها تنتفي عنه كل حقوق المسلم، لا يؤاكل ولا يشارب، ولا يجالس ولا يسلم عليه، ولا يشمت إذا عطس، ولا تجاب دعوته إذا دعا، وإذا مات لا تشهد جنازته ولا يغسل ولا يكفن ولا يصلى عليه، حرام عليك إذا كان عندك ولد أو أخ وتعرف أنه لا يصلي حرام عليك إذا مات أن تأتي للناس وتقول: تعالوا خذوه وصلوا عليه وأدخلوه مع المسلمين، وإذا غدرتهم وخنتهم فإنك خائن لأمانة الله؛ لأنك قبرت كافراً بين مسلمين، وجعلت المسلمين يصلون على كافر، وغسلته وهو كافر، وإنما قال العلماء: يسحب برجله، وتحفر له حفرة، ويكب على وجهه، ولا يوجه، ولا يوضع على القبلة؛ لأنه ليس من أهل القبلة.

ومن ثم تحرم عليه زوجته، إذا كان متزوجاً فبمجرد ترك الصلاة ينفسخ العقد، ولا يحتاج الأمر إلى طلاق؛ لأن الطلاق للمسلم، أما الكافر فإن عقدة يصبح فاسداً وباطلاً، ولا يجوز للمرأة المسلمة أن تمكن نفسها من كافر لا يصلي، وإذا جلست في بيته وهو لا يصلي وتعرف أنه لا يصلي، ويمر عليه الوقت ولا يصلي؛ فإنه إذا مكنته من نفسها فإنما يزني بها زنا، وأولادها منه أولاد حرام وسفاح -والعياذ بالله- وإذا علم أبوها أو أخوها أن زوجها لا يصلي وأنها معه؛ فإنما يرضون بأن تأتي ابنتهم الفاحشة والزنا وهم ينظرون؛ لأنهم إنما زوجوها بالإسلام، فلو أن عندك بنتاً أو أختاً وجاءك يهودي أتزوجه؟ هل هناك مسلم يزوج يهودياً؟ لو أعطاك عشرة ملايين ريال وهو يهودي اسمه شارون أو شامير أتعطيه ابنتك؟ والله لا تعطيه حمارك، إذاً ما الفرق بين اليهودي والذي لا يصلي؟ لا شيء، عندما زوجته زوجته باسم الإسلام؛ لأنه مسلم، وأعطيته ابنتك بكلمة الإسلام، وبخطبة الإسلام، وبآيات الإسلام؛ فإذا ترك عمود الإسلام حرمت عليه الزوجة، وإذا رضيت أن تقعد معه وأنت تعرف أنه لا يصلي فإنا لله وإنا إليه راجعون.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015