الوقت والعمر جعله الله وعاءً لك لتملأه بالإيمان والعمل الصالح، أم بالنفاق والعمل السيئ؟ هذا أمانة؛ لأنه ساعات محدودة، وأنفاس معدودة، يوم يذهب ولا يعود.
أنت -أيها الإنسان- مجموعة أيام وشهور وسنين، كل يوم يمر لا يرجع عليك بنفسه، بل يرجع في يوم آخر، اليوم مثلاً (14/ 6) لن يعود هذا اليوم إلا يوم (14/ 7) بعد شهر، و (14/ 6) يعود ولكن عام (1419م) بعد سنة، لكن هذا اليوم انتهى وذهب وودعته بما عملت فيه، إن خيراً وجدته وإن شراً وجدته: {يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ مَا عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ مُحْضَراً وَمَا عَمِلَتْ مِنْ سُوءٍ تَوَدُّ لَوْ أَنَّ بَيْنَهَا وَبَيْنَهُ أَمَداً بَعِيداً وَيُحَذِّرُكُمْ اللَّهُ نَفْسَهُ وَاللَّهُ رَءُوفٌ بِالْعِبَادِ} [آل عمران:30].
مضى يومك الماضي شهيداً معدلا وأعقبه يوم عليك شهيد
فإن كنت بالأمس اقترفت إساءة فبادر بإحسان وأنت عنيد
ولا تبق فعل الصالحات إلى غدٍ فرب غدٍ يأتي وأنت فقيد
الوقت -أيها الإخوة- أمانة، ما من لحظة تمر عليك إلا وهي جزء منك، وهي شاهدة لك أو عليك، فلا تضع أنفاسك -يا أخي- في غير طاعة الله سبحانه وتعالى، فإنك مؤتمن وستُسأل، قال صلى الله عليه وسلم كما في السنن: (لا تزول قدما عبدٍ يوم القيامة) فتثبت أقدام الخلائق يوم القيامة، وتُسمّر في عرصات القيامة، ولا تزول ولا يتحرك أحد، أنت الآن تذهب من هنا أو من هنا، ولكن أين تذهب يوم القيامة؟ أين المفر؟ لا يوجد مفر، الناس كلهم وقوف وأقدامهم مثبتة في العرصات، حتى يجاب على هذه الأسئلة الأربعة، إما إجابة صحيحة فيتحرك إلى الجنة، وإما إجابة خاطئة فيتحرك إلى النار.