أما فروض الوضوء وأركانه وأساساته، فهي ستة: الأول: غسل الوجه، ويدخل فيه المضمضة والاستنشاق؛ لأنها من الوجه.
الثاني: غسل اليدين إلى المرفقين.
الثالث: مسح جميع الرأس مرة واحدة مقبلاً ومدبراً، ومنه الأذنان؛ لأنها ضمن الرأس.
الرابع: غسل الرجلين إلى الكعبين.
الخامس: الترتيب.
فلو بدأ بالرجلين لا يصح، ولو بدأ بيديه ثم غسل وجهه -أيضاً- لابد أن يبدأ بالوجه ثم اليدين إلى المرفقين، ثم مسح جميع الرأس ثم الرجلين.
السادس: الموالاة.
أن تغسل العضو تلو العضو قبل أن يجف الأول، لكن لو أن شخصاً غسل وجهه وذهب يشرب فنجان شاي وجاء ثم غسل يديه ثم ذهب يأخذ عليها كسرة خبز، وجاء بعد ذلك ومسح رأسه نقول: وضوءه باطل، لماذا؟ لأنه لم يوالِ بينهما، لا بد من الموالاة.
هذه فروض الوضوء، وليس منها الاستنجاء، بعض الناس إذا أراد أن يتوضأ، فلابد أن يستنجي، والاستنجاء إنما هو لغسل الخارج من السبيلين، فإذا أردت أن تصلي وليس لك حاجة إلى الخلاء فتتوضأ مباشرة، يقول تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ} [المائدة:6] قال: حسناً انتقض وضوئي بالريح فأنا يجب أن أستنجي.
الريح لا يغسل؛ لأنه هواء، فإذا غسلت الموطن فاغسل السروال واغسل الثوب الذي وراءه؛ لأنه قد بخ فيه، واغسل البطانية، بل رش السقف كله.