Q مجموعة من الأسئلة تسأل عن مسألة تصوير المحاضرات، بعضها تسأل وبعضها تستنكر؟
صلى الله عليه وسلم لقد ذكرت هذا في محاضرة سابقة، وقلت: إن مسألة التصوير مسألة خلافية، إذا كان التصوير بالآلة، أما إذا كان التصوير باليد فبإجماع العلماء أنه محرم، وورد فيه أدلة كثيرة، أكثر من عشرة أحاديث (لعن الله المصورين يؤخذون على شفير جهنم فيؤمرون بنفخ الروح أو يلقون في النار) هذه أحاديث كثيرة، هذا إذا كان الإنسان يأخذ القلم والريشة ويصور؛ لأنه يبدع، وينشئ، ولهذا من أسماء الله الحسنى ماذا؟ المصور {هُوَ اللَّهُ الْخَالِقُ الْبَارِئُ الْمُصَوِّرُ} [الحشر:24]، ويقول: {وَصَوَّرَكُمْ فَأَحْسَنَ صُوَرَكُمْ} [غافر:64] يعني ماذا؟ يعني خلقكم أبدعكم {هُوَ الَّذِي يُصَوِّرُكُمْ فِي الْأَرْحَامِ كَيْفَ يَشَاءُ} [آل عمران:6] سبحانه وتعالى، فإذا كان التصوير باليد فإنه مجمع على حرمته، وإذا كان التصوير بالآلة فهنا الخلاف على ثلاثة أقوال: - القول الأول: ليس حراماً، لماذا؟ قالوا: لأنه ليس تصويراً، وإنما ظل انعكس عن طريق العدسة، مثل إذا وقفت أمام المرآة ورأيت ظلك هل أنت مصور؟ لا.
ظلك جاء في المرآة، وكذلك العدسة، ظلك انعكس فيها، لكن الفرق بين عدسة الكاميرا وبين المرآة أن الكاميرا تثبت الظل، والمرآة لا تثبته؛ فالمصور لا يستطيع أن يكبر عينك، ولا يصغر خشمك، ولا يوسع فمك، ولا يطول رأسك، الخلقة التي خلقك الله عليها ينقلها، فهو ما صور بل ثبت الظل فقط، هذا القول الأول.
-القول الثاني: قالوا: لا.
هو المصور؛ لأنه هو الذي يضبط الكاميرا، وهو الذي يحدد المسافة، وهو الذي يضغط الزر، وهو الذي يطبع، وهو الذي يحمض، فيشمله الوعيد.
- القول الراجح وهو وسط بين القولين.
قالوا: الصورة تبقى على الأصل في حرمتها، إلا ما تدعو له الضرورة، فما تدعو له الضرورة فهو مباح، أي ضرورة؟ قالوا: الضرورة أولاً الأمنية، الآن لولا الصورة الموجودة في حفيظتك وفي جوازك ما عرف التمييز بين الناس، هذه ضرورة أمنية وكذلك الضرورة الاجتماعية والضرورة الدعوية، مثل هذه المحاضرة هذه المحاضرة سجلت وستبقى مسجلة يستفيد منها آلاف البشر، بل ملايين البشر، إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها، وأنا كنت في الحقيقة متردد في قضية تصوير المحاضرات إلى أن سافرت في العام الماضي إلى السويد، والدنمارك، والنرويج، ورأيت إخواننا هناك، وكنت أظن أنه لا يوجد مسلمون إلا في المملكة العربية السعودية، يوجد في العالم ألف مليون مسلم، في المملكة فقط خمسة عشر أو ستة عشر مليون، والباقي تسعمائة وخمسة وثمانون مليوناً في بقية العالم، وعندما جئت وإذا هناك مساكين يفتقرون إلى العلم، يقولون: لا يوجد عندنا علماء، قلت: كيف تتعلمون؟ وإذا بالأشرطة كلها موجودة، ويقولون: نحن نحضر محاضرة، كل ليلة محاضرة مع عالم، من أين العالم؟ قالوا: أكثرهم من السعودية ومن الكويت ومن مصر ومن الأردن، وإذا بالأشرطة، العلماء موجودون، قالوا: أنتم لا تأتونا لكن يأتينا من العلماء غيركم، يأتي العالم في شريط لا يأكل ولا يشرب، ولا يحجز تذكرة، ولا عشاء ولا شيء إلا يتكلم، وإذا أكمل أغلقوه، هذه نعمة أم لا؟ فلماذا بعض الناس يقول: لا.
لا نريد، هذه صورة، اسأل هذا المتعصب فتش جيبه في صورة؟ طبعاً من الذي ما في جيبه صورة الآن، كل واحد في جيبه ريال، أو خمسة أو عشرة أو خمسون، لماذا هنا حلال؛ لأنها قروش! وإذا هي للدعوة حرام، نحله عاماً ونحرمه عاماً، أنا أرى أن ضرورة الدعوة أهم من كل ضرورة؛ لأن هذا دين الله، والأمة والحمد لله تشهد صحوة، والعودة إلى الإسلام ليست في بلاد المسلمين فقط بل في بلاد الكفار، والعلماء لا يمكن أن يصلوا إلى كل مكان، لكن يمكن للشريط أن يذهب إلى كل مكان.
أما الصور الأخرى أيها الإخوة! الصور المحرمة صور الغرام وصور النساء وصور الفتن، هذه تبقى على أصلها وهي محرمة، لكن صورة مفيدة وفيها مصلحة للمسلمين، وفيها علم ينقل، لا شك أن ذلك إن شاء الله مباح بل هو أمر مطلوب، وأسأل الله سبحانه وتعالى لي ولكم التوفيق.