Q فضيلة الشيخ الشاب المؤمن في هذا الزمان عندما يرى حال المسلمين المتردي والمحزن في كل مكان، فإنه يتسلط الحزن والهم على نفسه، فكيف تكون السعادة لهذا الشاب المؤمن، الذي شغله هم أمته وواقعها المؤلم، وجزاك الله خيراً؟
صلى الله عليه وسلم أثابك الله خيراً -يا أخي- واقع الأمة كما قال الأخ: مريض، وإلى الله نشكو هذا الحال، والشاب المؤمن إذا أراد أن يشعر بالسعادة مع هذا الواقع المرير، فعليه أن يقوم بحمل نصيبه من إصلاح هذا الواقع عن طريق الدعوة إلى الله، وتعليم الناس الخير، والمحاولة بقدر ما يستطيع في عمل صالح، يرفع عن الأمة همها ومعاناتها، ولو أن كل مسلم قام بهذا الدور، لكان وضعنا أفضل مما نحن عليه، لكن المصيبة في السلبية وفي اليأس والقنوط، وفي احتقار الأعمال التي يظن أنها بسيطة، عندما يقول: والله الدنيا فاسدة، إذاً أنا سوف أقعد، لا.
انهض ولو أن يهدي الله بك في حياتك كلها رجلاً واحداً، ولو أنك إذا أصلحت من هذه الأمة واحداً فقد ساهمت في إنقاذ الأمة من هذا الواقع المرير، وبدلاً من أن يكون هذا الذي أصلحته في الخط المنحرف، أصبح في الخط الصحيح المستقيم ومع الفئة المؤمنة، ففي هذه الأعمال سعادة لك، ودور بارز لك، وكما جاء في الحديث: (لأن يهدي الله بك رجلاً واحداً خير لك من حمر النعم) وتبعث يوم القيامة مع الأنبياء، فإن النبي كما جاء في الحديث: (يأتي يوم القيامة وليس معه أحد) وأنت تأتي ومعك واحد أو اثنان أو عشرة أو مائة إن شاء الله.