قال تبارك وتعالى: {وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً قَرْيَةً كَانَتْ آمِنَةً مُطْمَئِنَّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَداً مِنْ كُلِّ مَكَانٍ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللَّهِ} [النحل:112] قال لي أحد الإخوة: جنينا على ثلاثة خرفان ونحن خمسة أشخاص، يقول: والله إننا خمسة ومنا صاحب البيت، أي: كان المدعوون أربعة والذبائح ثلاث، هل هذا يرضي الله؟ لا إله إلا الله! والله لو أتى لهم بنصف ذبيحة أو ربعها لشبعوا منها الأربعة، لكن ثلاث ويعتذر ويقول: الحقيقة أنتم أربعة والذبائح ثلاث كان الواجب لكل منكم واحدة، لكن اعذرونا على التقصير، نعذرك على التقصير والله إنه من فضل الله الذي آتاك لكنك ما عرفت طاعة الله ولا عرفت نعمة الله عز وجل، يقول: وقام هؤلاء المعزومون ليأكلوا وهذا عشاء وقد تغدوا عندما أتوا من وظائفهم الساعة الثانية والنصف وما زال الغداء في حلوقهم ولم ينزل إلى بطونهم يقول: وحينما بدءوا يأكلوا الخرفان وماذا يأكلون؟! يقول: كانوا يبعدون الشحم ويأكلون قليلاً جداً من اللحم ويتركون الباقي كما هو، ولا يوزعونه على الفقراء بل يرمونه في القمامة!! يقول الله عز وجل في الحديث القدسي: (إني أمدهم حتى يرصعونه، ثم أمنعه حتى يشتهونه)، فهذا الأرز الذي نرميه في القمامة ما كان الناس قبلنا يعرفونه، يحدثني والدي يقول: والله كان هذا الأرز عبارة عن دواء إذا مرض أحدنا في أبها قالوا: ابحثوا له عن فنجان أرز عند آل بن عزيز أو عند آل ابن مسمار أو عند الخبارية من أهل أبها ابحثوا له عن فنجان أرز، وما كان في بلادنا أرز، ما كان عندنا إلا الطلح والعرعر، لكن الله رزقنا ثمرات كل شيء، فبدل أن تشكر هذه النعمة -يا إخواني- بدأت المعاصي في الناس، قال الله عز وجل: {فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللَّهِ فَأَذَاقَهَا اللَّهُ لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ بِمَا كَانُوا يَصْنَعُونَ} [النحل:112] لباس الجوع -أعاذنا الله وإياكم من الجوع- يقول النبي صلى الله عليه وسلم: (فإنه بئس الضجيع) ويقول: (كاد الجوع أن يكون كفرا).