Q يقول: نرجو أن تقدم نصيحة للشباب المتذبذب الذي لا إلى هؤلاء ولا إلى هؤلاء، وهم كثيرون معنا الآن، نرجو أن تنقذهم وتدلهم على الطريق؟
صلى الله عليه وسلم صدق أخي الكريم، لا ينبغي للشخص أن يبقى متردداً؛ نريد استقامة! أنا أرى كثيراً من الشباب يأتون المسجد لكن لا يزالون يشاورون أنفسهم.
لا يوجد مشاورة ولا خيارات في دين الله، إنما هي الجنة أو النار، السعادة الأبدية أو الشقاء الأبدي، لا خيار لك في هذا، والله تعالى يقول: {وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ} [الإسراء:23] ويقول: {وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْراً أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ} [الأحزاب:36] هل لك خيار وقد قضى الله بالأمر؟ لا.
قضى الله أن تعبده، أي: لا بد أن تعبده، بماذا تعبده؟ باتباع أمره واجتناب نهيه، فسر ولا تبقى متذبذباً؛ لأن التذبذب خطر.
أنت قد تقول: أنا والحمد لله أفكر في أن ألتزم، ما هو الالتزام؟ الالتزام أن أصير مؤمناً؛ أن أنفذ الدين بحذافيره فلا أسمع، ولا أنظر، ولا أتكلم، ولا أمشي إلا بالحلال، ولا آكل إلا الحلال، وأطلق لحيتي، وأقصر ثوبي، وأمشي مع الطيبين، وأسمع الشريط الإسلامي، وأدعو إلى الله، وآمر بالمعروف، وأنهى عن المنكر، وأحب وأبغض في الله، وأعيش هموم الدين، ومشاكل المسلمين، وأعيش بقلبي وقالبي مع الإسلام في كل أرض ومكان، وبعد ذلك أغير بدل الكتاب الماجن الكتاب الإسلامي، وبدل المجلة الفاجرة المجلة الإسلامية، وبدل الجريدة الخاسرة جريدة إسلامية هذا هو المؤمن، لكن إذا قلت: لا والله.
أنا سوف أصلي، أنت الآن على خطأ! أنت متردد، أقل مصيبة تردك إلى الوراء، فاغنم قلبك واغنم حديدك إذا حر، فإن الحديد يضرب وهو ساخن.