السؤال يقول: يحضر معنا في هذا المجلس عدد من شباب حلقات مدارس تحفيظ القرآن الكريم في المنطقة، وهم بحاجة إلى توجيه، خصوصاً من تسول له نفسه بوازع من إغراءات الشيطان ترك هذه الحلقات؟
صلى الله عليه وسلم إن تعليم القرآن الكريم وتعلمه من أعظم الأعمال، يقول عليه الصلاة والسلام كما في الصحيحين: (خيركم -خير الأمة وأفضلها وأعظمها - من تعلم القرآن وعلمه) والله عز وجل ذكر في القرآن الكريم آية القراء، في سورة فاطر، يقول الله: {إِنَّ الَّذِينَ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ وَأَقَامُوا الصلاةَ وَأَنْفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرّاً وَعَلانِيَةً يَرْجُونَ تِجَارَةً لَنْ تَبُورَ * لِيُوَفِّيَهُمْ أُجُورَهُمْ وَيَزِيدَهُمْ مِنْ فَضْلِهِ إِنَّهُ غَفُورٌ شَكُورٌ} [فاطر:29 - 30].
ثم إنك -يا أخي- وأنت تقرأ القرآن تخرج ومعك ملايين الحسنات، فكل حرف بعشر حسنات، كم تقرأ يا طالب العلم! وأنت يا مدرس القرآن؟! أنت على أفضل عمل، فإذا جاءك إيحاء أو إغراء أو تشويش من قبل شياطين الإنس أو شياطين الجن بأنك معقد أو أنك ضيعت وقتك أو أن الزملاء يلعبون أو يرون المباريات، أو يلعبون بالدراجات، أو يلعبون في الحارات، وأنت فقط عاكف على القرآن، أو جاءك يا ولي الأمر إيحاء شيطاني أنك تعقد ولدك، يأتي بعض الشياطين يقول لك: ما هذا الولد! من الصباح إلى الظهر في المدرسة ومن الظهر إلى العصر غداء، ومن العصر إلى المغرب مدرسة القرآن، عقدت ولدك وضيعته، فقل: لا والله ما عقدته، والله إني حفظته.
التعقيد هو أن تضيعه في الشوارع، هو أن تتركه مع المنحرفين والسيئين، لكن إذا حفظته من مدرسة إلى مسجد إلى بيت، فهذه هي التربية الحقة، وسيكون ولدك هذا قرة عين لك في الدنيا والآخرة، وستجني ثمرة صلاحه إن شاء الله، وقد جربنا من حفَّظوا أولادهم القرآن كيف كانت ثمارهم والحمد لله.
إن القرآن له آثر في تربية الأولاد، فنقول: الله الله أيها الإخوة الشباب! وأيها الإخوة الطلاب! يا من وفقكم الله لحلقات العلم! داوموا عليها واستمسكوا بها، ولا تنصرف أنفسكم عن كتاب الله، فإنكم والله على أعظم عمل في الدنيا والآخرة.
وأسأل الله لي ولكم الثبات.
والله أعلم.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.