Q نحن في هذه الأيام نودع عاماً هجرياً فهل من ذكرى لإخواننا في الله عز وجل؟
صلى الله عليه وسلم نعم.
نحن اليوم ثمانية وعشرين وغداً تسعة وعشرين وبعده ثلاثين، نطوي عاماً من أعمارنا، لا ندري ما الله عز وجل قد كتب لنا فيه من العمل الصالح، وهكذا الأيام والشهور والأعوام تمر، وسنقف في يوم من الأيام أمام نهاية أيامنا ولن يبقى معنا شيء إلا ما عملناه من عمل صالح، وأنا شبهت عمر الإنسان مثل هذا التقويم المعلق في المساجد، يعلق في أول العام وهو سمين، فيه ثلاثمائة وستون ورقة، ثم في كل يوم ننزع ورقة ورقة ورقة إلى آخر يوم من شهر ذي الحجة حيث لا يتبقى منه إلا هذا (الكرتون) فماذا نصنع (بالكرتون)؟ نرميه، لأنه لم يعد فيه ورق انتهت أيامه، وكذلك أنت، أنت سمين بالأيام التي معك، وكل يوم تنزع ورقة من عمرك، إلى أن تنتهي أوراقك ولا يبقى إلا (الكرتون)، يعني: الجسم، فأين تذهب (بالكرتون)؟ تذهب به إلى المقبرة، والأوراق هذه محفوظة، كل ورقة: (ما من يوم تغرب فيه الشمس أو تشرق إلا وملك ينادي: أنا خلق جديد وعلى عملك شهيد فاغتنمني فإني لا أعود إلى يوم القيامة) كل يوم لا يعود.
أيها الإخوة: اليوم يوافق 28/ 12 / (1415هـ) لا يعود هذا اليوم، وإنما يأتي يوم 28/ 12/ لكن (1416هـ) وبعده (1417هـ) وهكذا، فنحن نقطع الأعمار، وتمشي بنا الأعوام، وإنما أنت أيها الإنسان مجموعة أيام إذا ذهب يومك فقد ذهب بعضك، وفت الزمان جزءاً منك، فاحذر يا أخي! أن تُضيع حياتك، وإن كنت قد أسأت في الماضي فاستغفر الله، واستدرك ما فاتك، واحمد الله عز وجل الذي مد في عمرك، يقول عليه الصلاة والسلام -والحديث في سنن الترمذي - كان إذا استيقظ من النوم يقول: (الحمد الله الذي رد عليّ روحي، وعافاني في بدني، وأذن لي بذكره) انظروا إلى الثلاث: الحمد لله الذي رد عليّ روحي، يعني: كنت ميتاً، ثم: (عافاني في بدني) تقوم وإذا بك ما شاء الله صحيح البدن معافىً من رأسك إلى قدمك لا يوجد فيك شيء تالف، ثم: (أذن لي بذكره) يعني: أعطاك تمديد في العمر لأجل أن تذكره، كان من الممكن أن تموت ولا تقوم، كم من شخص نام ولم يقم من فراشه.
فهذا -أيها الإخوة- ما نوصي به الإخوان: بأن يتذكروا أن هذه الأيام كلها من أعمارنا وأن علينا أن نتوب إلى الله، وأن نتدارك ما فاتنا من عمل صالح.