ثمرة الحضور في مجالس الذكر

Q بعض الإخوة الذين يحضرون المحاضرات والدروس، ولكنهم -مع الأسف- لا يغيرون من أنفسهم، ولا من وضعهم، ولا من وضع بيوتهم وأهليهم، ولا من طباعهم، وكأنهم أرض سبخاء لا تستفيد من الماء، فهل هو ممن يقول: {سَمِعْنَا وَعَصَيْنَا} [البقرة:93]؟

صلى الله عليه وسلم ثمرة الحضور في مجالس الذكر: هو التحول والتغير في حياة الإنسان، أما الحضور مع الاستمرار على الوضع الأول دون تغيير في حياته، فهذا أشبه بالإدمان على المواعظ، أي: أن الموعظة في حياة الناس الذين لا يغيرون شيئاً أصبحت كشيء تعودوه وأدمنوا عليه، يحبونه؛ ولكن إذا جئت لتفتش حياتهم وجدتَ حياتهم هي هي، لم تغير هذه الدروس، ولا المواعظ، ولا الخطب، ولا المحاضرات شيئاً من واقعهم، واستمروا على وضعهم السيئ، فهؤلاء يُخشى عليهم -والعياذ بالله- أن يطبع الله على قلوبهم، فإذا طُبع على قلب الإنسان -أي: ختم عليه- لم يعد ينفع فيه شيء؛ لأن بني إسرائيل كانت تنزل عليهم الكتب، ويُوحى إلى أنبيائهم، ولكن {طُبِعَ عَلَى قُلُوبِهِمْ فَهُمْ لا يَفْقَهُونَ} [التوبة:87]، يسمعون الكلام من هنا ويخرج من هنا، وحليمة على عادتها القديمة، هذا لا ينتفع، فانتبه! حتى لا يطبع الله على قلبك عليك أن تغير باستمرار، فكل شيء تسمع من دين الله حق، ثم تجد أنك في وضع لا يتلاءم مع هذا الحق، فعليك أن تسعى إلى التصحيح، وستجد كل يوم وأنت تصحح أنك في وضع إيماني أفضل إلى أن تصل -بإذن الله- إلى درجة تنشرح فيها نفسك، وهناك يقول الله لك: {يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ * ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً * فَادْخُلِي فِي عِبَادِي * وَادْخُلِي جَنَّتِي} [الفجر:27 - 30].

أما البقاء في المكان، والمراوحة على الأقدام في مكان واحد وعدم السير إلى الله خطوة واحدة، وتظن أنك مخدوع بهذا السماع وبهذا الحضور، هذا مكر من الشيطان.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015