ثالثاً: وعمر ظاهره بالسنة: ليس ظاهرك فقط يعني: شكلك، بل ظاهرك كل مظاهر حياتك، ظاهرك في لحيتك، وثوبك، وسواكك، وأكلك، وشربك، ونومك، ودخولك بيتك، وخروجك منه، وتعاملك، وفراش نومك، وكل شئون حياتك، تعمر هذا بالسنة، والسنة لم تفرط في شيء، حتى دخول الحمام فيه سنة، حتى جلوسك على الكرسي فيه سنة، أي تعظيم للإنسان أعظم من هذا التعظيم، أن الله يتولى رعايتك، ويحدد لك أمورك إلى أقصى شيء، حتى مباشرتك لزوجتك يعلمك الإسلام ما تقول عندما تأتي أهلك، ليست القضية بهيمية أو غريزة جنسية أو نزوة حيوانية، من حيوان على حيوانه، لا.
إنها إنسانية، إنها صلة، إنها جنس؛ ولكن يمارس بإذن الله، يمارس باسم الله، ويتحول إلى عبادة، ولهذا قال صلى الله عليه وسلم: (إذا أتى أحدكم امرأته وقال: باسم الله، اللهم جنبنا الشيطان وجنب الشيطان ما رزقتنا، فرزق مولوداً لم يقربه شيطان) وهذا تجدونه فيمن غض بصره عن الحرام، وعمر باطنه بالتقوى والمراقبة، وعمر ظاهره بالسنة.
فلا تتهاون -يا أخي- عن سنة النبي صلى الله عليه وسلم وهديه ومنهجه، عليك أن تعظمها، ولا تحسبها هينة فهي عند الله عظيمة.