المغالطة الثالثة: الاعتماد على مكفرات الصغائر

ثالثاً: الاعتماد على بعض النصوص التي ورد فيها: أن بعض الأعمال إذا عملها الإنسان كفَّر الله بها خطاياه، مثل: حديث في صحيح مسلم: (أن من صام يوم عاشوراء كفَّر الله عنه ذنوب سنة ماضية) أو حديث في الصحيحين: (أن من صام يوم عرفة كفَّر الله عنه ذنوب سنتين: سنة ماضية، وسنة مقبلة) أو (من قال في يوم مائة مرة: سبحان الله وبحمده، كفر الله خطاياه ولو كانت مثل زبد البحر).

فهذه النصوص صحيحة ولكنها تكفِّر الذنوب الصغيرة التي يلم بها العبد إلماماً من غير إصرار، أما الكبائر فلا يكفرها إلا أحد أمرين: إما التوبة، وإما النار، وأنت -أيها الإنسان- المقيم على الكبيرة بالخيار، ما هو الأفضل والأخف: التوبة أو النار؟ التوبة، كبائر الذنوب إذا أصر عليها الإنسان فلا كفارة لها إلا أن يتوب قبل أن يموت، أو يعذب بها بعد الموت، ونحن نقول: إن الخيار الأفضل أن يتوب؛ لأن التوبة أسهل، صحيح أن التوبة فيها صعوبة ومعاناة، فإذا كان الشخص يدخن ويريد أن يتوب فإنه يدوخ، لكن هذه الدوخة أخف أو النار؟ ترك الزنا فيه صعوبة على الذي قد استمرأه، ترك شرب الخمر فيه صعوبة لمن تعوده، لكن صعوبة ترك الذنب أخف مليون مرة من العذاب على الذنب، فهذه النصوص الشرعية الثابتة إنما تدل على تكفير السيئات التي يلم بها العبد من صغائر الذنوب دون كبائرها.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015