Q رجل يعمل العادة السرية ليلة رمضان ثم يتسحر وينوي الصوم ولا يغتسل بل يكتفي بالوضوء، فما رأيكم في ذلك؟
صلى الله عليه وسلم العادة السرية عادة محرمة بالكتاب وبالسنة، والمسلم الوقاف عند أوامر الله لا يعملها، قبل أن نعطيك ونفتيك في سحورك وفي صيامك، نقول: إن هذا محرم؛ لأن الله يقول: {وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ} [المعارج:29] {إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ} يعني: الإماء {فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ * فَمَنِ ابْتَغَى وَرَاءَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْعَادُونَ} [المعارج:30 - 31] هل تريد أن تكون معتدياً على حدود الله تبارك وتعالى؟ هذه الآية قد جاءت في سورة المؤمنون، فالله أخبر في هذه الآية أن الذي لا يقتصر على الزوجة أو على ملك اليمين، ويبحث عن شيء فوق ذلك أنه ما أفلح، وأنه عادٍ، وأنه غير حافظ لحدود الله عز وجل، فليتق الله هذا الشاب في نفسه، ولا يعمل هذه العادة.
والرسول صلى الله عليه وسلم في السنة يقول: (يا معشر الشباب! من استطاع منكم الباءة -يعني: الزواج والنفقة- فليتزوج، فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج، ومن لم يستطع فعليه بالصوم -ولم يقل: عليه بيده- فإنه له وجاء).
نكاح اليد الذي يسمونه "العادة السرية" اسمه في الشرع "نكاح اليد" وصاحبه ملعون (لعن الله ناكح يده) وفي الأثر: أنه يأتي يوم القيامة ويده حبلى منه، ما من حيوان منوي يخرج منك عن طريق العادة السرية إلا حملت منه يدك ولكن لا يظهر منه الحمل الآن، ويظهر الحمل يوم القيامة.
فيا أخي المسلم تب إلى الله أول شيء.
أما قضية الصوم حال أنك تسحرت ولم تغتسل، فإن الرجل إذا أصبح جنباً -من الحلال أو من الاحتلام- وصام فإن صيامه صحيح؛ لأنه لا يشترط في نية الصوم الطهارة، تقول عائشة (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصبح جنباً فيصوم ثم يغتسل ويتوضأ) أما هذا الذي يقول: أنه مارس العادة السرية وتوضأ، فوضوءه غير رافع للحدث الأكبر؛ لأن العادة السرية خروج ماء هو مني وفي الحديث (الماء من الماء) أي: ماء الغسل يجب بخروج الماء وهو (المني) أي: أنه يوجب الغسل، فلا يرتفع الحدث الأكبر عنك بالطهارة الصغرى وهي الوضوء، فينبغي لك أن تعود إلى البيت وأن تغتسل وأن تقضي جميع الصلوات التي صليتها بالوضوء؛ لأنها لم تقبل منك.