أيضاً الذين يحبهم الله كثير وقد ذكرهم الله في القرآن وفي السنة، يقول عز وجل: {وَاللَّهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ} [آل عمران:146] يحب من يتصف بصفة الصبر، والصبر هو نصف الدين، الصبر هو القاعدة التي يقوم عليها الدين، والذي لا يصبر لا يمكن أن يكون مؤمناً، لابد من الصبر في طاعة الله، ولابد من الصبر عن معصية الله، ولابد من الصبر على أقدار الله المؤلمة.
أتريد أن تمارس العبادة بدون صبر؟! لا.
لا يمكن، فالعبادة مشقة، كونك تصلي الصلوات الخمس، كونك تقوم جزءاً من الليل، كونك تصوم، كونك تزكي، كونك تحج، كونك تعتمر، كونك تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر أو تقرأ أو تذكر أو تدعو، هذا جهد لابد فيه من ممارسة ومعاناة.
ولابد من صبر عن معصية الله؛ لأن في ترك المعاصي مشقة، والمعاصي محببة إلى النفس، والأغاني محببة، والنظر المحرم محبب، والغفلة محببة، والغيبة والنميمة محببة، والنوم والفراش الوفير والزوجة الجميلة والمتعة والشهوات، والأغاني والخمور والزنا كل هذه شهوات محببة، لكن المؤمن يحجز نفسه عنها ويستعين على ذلك بالصبر: {وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلاةِ} [البقرة:45] {إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ} [البقرة:153] فالصبر إذا تحليت به كنت ممن يحبهم الله بنص القرآن، يقول الله عز وجل: {وَاللَّهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ} [آل عمران:146].