Q لي أقارب يدخنون، ويسمعون الأغاني، ويحلقون لحاهم، فهل أصلهم؟
صلى الله عليه وسلم نعم.
تصلهم، فهل تقطعهم، وتجلس في برج عالي، أنت الجيد وهم السيئين؟! لا.
صلهم، واصبر على أذاهم، واهدهم، وادعهم إلى الله، وابتسم في وجوههم، لا تدخل عابساً؛ لأنهم عاصون أو فيهم معاصٍِ، كيف تدعهم وأنت مُخاصِمُهم؟! إذا تكلمتَ معهم أو دعوتهم وأنت مخاصم لهم فلن يقبلوا دعوتك، لكن تحبب إليهم، اهدِ لهم، اجلس معهم، اسكت على المنكرات التي تراها أول الأمر، إلى أن تغزو قلوبهم بحبك، وسماع دعوتك؛ لأنك إذا أردت أن تقبل فيجب أن تكون محبوباً عندهم، أما إذا جئت بالأوامر والنواهي: افعلوا، اعملوا، قالوا: لا ردك الله، انقلع، وكرهوك، وكرهوا الدين الذي تمثله أنت، بسببك أنت، ولهذا يقول الله عزَّ وجلَّ: {وَلَوْ كُنْتَ فَظّاً غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ * فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ} [آل عمران:158 - 159].
فالقول اللين والسماح مطلوبان من كل داعية إلى الله؛ لكن متى تجب المفاصلة، والبغض في الله؟ إذا حدد العاصي موقفاً منه، أما أن تبدأ تعطيه الدعوة والنصيحة ويقول: جزاك الله خيراً، والله يبارك فيك، وأسأل الله الذي هداك أن يهدينا، فهذا فيه أمل، لكن إذا جئت عند شخص وقلت: يا أخي! اتق الله، صلِّ في المسجد، أو لا تسمع الأغاني، وقال لك: انظر، أنت آذيتني، كل يوم وأنت عندي، أغاني، وثوب طويل، أرجوك لا تعد تتكلم معي في هذا الموضوع.
فماذا يلزمك؟ يلزمك أن تبغضه في الله.
لماذا؟ لأنه لم يعد ينفع، مثل المريض الذي عَيَّ ولن يتعالج، المريض الآن في المستشفى إذا دخل الطبيب عليه وأعطاه حبوباً، هو ينتظر في اليوم الثاني أن يأتي متعافياً، أو يخرجه؟! ما رأيكم في طبيب أعطى مريضاً حبة، وعندما جاء في اليوم الثاني قال: ما بك أنت؟ ما زلت جالساً هنا؟ أما تعافيت؟ ألم نعطك بالأمس حبة؟ هيا أخرجوه، هذا ما فيه خير، أخرجوه.
هل هذا طبيبٌ؟! لا.
بل يعطيه حبة ثانية، ويعطيه حبة ثالثة، وبعد ذلك إذا ما نفعت الحبوب قال: غيروا له حبوباً أخرى، غيروا له علاجاً آخر، وينوع له العلاج حتى يعافيه الله، ولا يخرجه.
لكن متى يخرجه؟ إذا جاء الممرضون وقالوا: هذا رفض الحبوب، والأشعة، والعلاجات كلها، ويريد أن يقعد في المستشفى راقداً.
ماذا يقول الطبيب؟ يقول: خروج، ما دام أنه لا يقبل الدواء فلا يقعد في المستشفى.
وكذلك الذي لا يقبل علاج السنة لا نحبه في الله.