Q هذه أخت في الله تقول: إنها تعمل مُدَرسِة وتذهب مع السائق إلى باب المدرسة، ومعها زميلاتها، وعندما تدخل المدرسة تضع عطراً في أول اليوم الدراسي فما يأتي آخر اليوم إلا وقد ذهب العطر، وزوجها يمنعها من ذلك، فما الحكم في هذا؟
صلى الله عليه وسلم لا يجوز للمرأة أن تتعطر إذا خرجت من بيتها، بل ينبغي أن يكون العطر خاص بالزوج وفي البيت في داخل الغرفة، أما إذا خرجت فلا يجوز؛ لأنها حتى إذا ركبت مع نساء فإن أثر العطر يبقى في السيارة، وحتى إذا دخلت في المدرسة فإن أثر العطر يبقى في المدرسة، وإذا جاء عمَّال النظافة ينظفون بعد العصر يشمون الرائحة، وقد تخرج الرائحة من المدرسة للمارين، فالأولى للمسلمة ألا تقرب العطر مطلقاً إلا في البيت.
وقد تقول بعض الأخوات: إن رائحتها قد تكون كريهة؟ فنقول: إذا اغتسلت المرأة وتنظفت بالصابون والماء فإنه لا يبقى عليها أي رائحة إن شاء الله، أما العطر فإنه رائحة مغرية، فالعطر يلفت انتباه الناس نحوك، وأنتِ لستِ بحاجة إلى أن تجذبي النظر إليك إلا نظر زوجك، ولهذا سميت التي تتعطر زانية: (أيما امرأة استعطرت ثم خرجت ليشم الرجال ريحها فهي زانية زانية زانية).
ونشير هنا إلى مسألة ذكرتها ولم تسأل عنها، وهي: كونها تأتي مع سائق، إن كانت تأتي مع سائق لوحدها فهذا محرم لأنه: (ما خلا رجل بامرأة إلا كان الشيطان ثالثهما) وإن كانت تأتي مع سائق وهناك بعض الزميلات بحيث يركبن كلهن سوياً وينزلن سوياً -فلا تركب واحدة ثم تأتي الثانية، أو ينزلن وتبقى واحدة معه- والمسافة ليست مسافة سفر، يعني: داخل المدينة، والسائق مؤتمن، والزميلات كلهن ثقات، فلا بأس، أما إذا كان السائق خائن فلا ولو كن عشر نسوة؛ لأن الخائن سوف يختلس النظر، والمرأة لا تستطيع أن تمنع عينيه من النظر، وتقول له: لا تنظر، بعضهم يرجع إلى الوراء وهو لا يحتاج أن يرجع إلى الوراء لكن من أجل أن ينظر إلى النساء، يتقحم النار والعياذ بالله.