ينبغي لحامل القرآن أيضاً كما قال ابن مسعود رضي الله عنه: [أن يعرف بليله إذا الناس نائمون -فإذا نام الناس فصاحب القرآن لا ينام معهم- وبنهاره إذا الناس مفطرون، وبحزنه إذا الناس يضحكون، وببكائه إذا الناس يفرحون، وبصمته وخشوعه وسكوته إذا الناس يخوضون، وبخشوعه وتواضعه إذا الناس يختالون ويتكبرون].
فإذا دخلت مجلساً ورأيت فيه رجلاً صامتاً والناس يخوضون فإنما يلقّن الحكمة، وسكوته إذا كان خوضهم في باطل، بل لا ينبغي أن يجلس ولا بد أن ينصرف، لكن إذا خاضوا في أمور مباحة من الدنيا، ليس فيها غيبة ولا نميمة وهو ساكت لضرورة تعرف من صمته ووقاره وخشوعه أنه يلقّن الحكمة؛ لأنه من أهل القرآن.
وعن الحسن رضي الله عنه قال: [إن من كان قبلكم رأوا القرآن رسالةً إليهم من ربهم فكانوا يتدبرونها بالليل ويعملون بها في النهار] لقد كان السلف يرون القرآن تعاليم ربانية ورسائل إلاهية إليهم، فهم يتدبرونها ويراجعونها ويعرفون أحكامها في الليل، وفي النهار يطبقونها في الواقع العملي، هذا هو شأن أهل القرآن.
وقال الفضيل بن عياض: [لا ينبغي لحامل القرآن أن يحتاج إلى أحد غير الله].