كذلك أُرسل بسبب الذنوب والمعاصي -بعد هذا أيضاً- السحاب كالظلل على قوم شعيب، فقوم شعيب كذبوا رسولهم، وكانوا يطففون في المكيال والميزان، فلما استمروا على فسقهم، وكفرهم، وشركهم، وعنادهم أخذهم عذاب يوم الظلة، وعذاب يوم الظلة هذا: سلط الله عليهم حراً في بيوتهم، حتى كان الإنسان منهم يكاد يحترق، مثل النار تشب في أجوافهم، وجلودهم، وثيابهم، وفرشهم، وغرفهم، وبيوتهم، فخرجوا من الحر إلى مكان ظل، وفوقه سحابة، هذه السحابة هي العذاب -عذاب الظلة- قال الله: {فَأَخَذَهُمْ عَذَابُ يَوْمِ الظُّلَّةِ} [الشعراء:189].
فاجتمعوا، وكل من دخل تحت هذه الظلة بَردَ، والحر الذي في البيوت يخرجهم لكي يأتوا إليها، فلما تكاملوا كلهم في هذه الظلة أنْزَلت عليهم هذه السحابة ناراً تلظى، فأحرقتهم وأبادتهم عن بكرة أبيهم، بأسباب ماذا أيها الإخوة؟! بسبب المعاصي والذنوب.
أيضاً: ما الذي أغرق قوم فرعون، ثم نقلت أرواحهم إلى النار وأبدانهم للغرق إلا المعاصي.