Q ما رأي فضيلتكم بالصلاة وخاصة الفجر في ثياب النوم، وما رأيكم بمكبرات الصوت في الزواج وخاصة عند الرجال؟
صلى الله عليه وسلم أما صلاة الفجر في لباس النوم، فالله يقول: {يَا بَنِي آدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ} [الأعراف:31] نسأل صاحب لباس النوم، هل يذهب إلى العمل بلباس النوم؟ نتحداه أن يذهب، هل يقابل الأمير بلباس النوم؟ والله ما يستطيع إلا لو كان مكتفاً يُذهَب به غصباً عنه، ماذا يقول له الأمير؟ يقول: كيف تأتي لتسلم علينا بلباس النوم.
فكيف تقابل ربك في بيت الله بلباس النوم؟! إن سألت عن صحة الصلاة فالصلاة صحيحة إن شاء الله إذا كانت الثياب طاهرة، إذا لم يكن لباس النوم فيه نجاسة فالصلاة صحيحة وليست باطلة، ولكنها مخالفة للأدب الذي ينبغي أن يكون عليه المسلم قال تعالى: {يَا بَنِي آدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ} [الأعراف:31] لم يقل: عند كل محفل، أو مطرب، أو مجلس، لا بل عند كل مسجد.
أما مكبرات الصوت في الزواج فهي مصيبة من مصيبات هذا الزمان، خاصة إذا أخذوا مكبرات المسجد، وقد سمعت أنه في بعض القرى يستعملون مكبرات المسجد ويغنون بها طوال الليل ثم يردونها ويصلون بها صلاة الفجر، فلا إله إلا الله!! يا إخواني: زواج السنة يشعر ويعلم عنه بالوليمة وبضرب الدف للنساء بشرط: ألا يرافق ذلك رفع الصوت حتى يسمعه الرجال، وألا تضربه حرة، والدف هو إطار مثل المنخل عليه جلد ثور أو جلد جمل، وتأتي أمة -ليست بحرة- وتضرب عليه فقط، فإن سئلت: ماذا بك؟ تقول: زواج في بيت فلان.
أما أن تستعمل المعازف وترتفع أصوات النساء وهي أصوات تبعث على الحب والغرام والعشق والهيام، ويقولون: إن هذا من السنة.
والله ما هذا من السنة، السنة غير هذا -يا عباد الله- المرأة صوتها عورة حتى في التلبية والتسبيح، فلو أن عندنا في هذا المسجد نساء يصلين في طرف هذا المسجد وأخطأ الإمام أو غلط الإمام ماذا يحصل؟ قال: "سبح رجل وصفقت امرأة"، المرأة وهي في المسجد لا تسبح، فكيف تصفق؟ قالوا: تصفق بظهر كفها، ما تصفق ببطن كفها، لأن كفها رطب، وهذا الصوت يحدث فتنة في قلب الرجل، بل تصفق بظهر كفها، هذا الجاف الناشف؛ لأن الله قال: {فَلا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ} [الأحزاب:32].
إذا جاء أي واحد يطرق باب بيتك وزوجتك موجودة، وقال: هل فلان في البيت، فيجب أن يكون جواب زوجتك بصوت جاف، فتقول: لا.
لكن أن يأتي فيسأل فتقول هي: لا.
والله ليس بموجود، وإن شئت تفضل، فيأتي إليه الشيطان ويقول: هذه ممتازة، اسمع الصوت انظر العسل، ولهذا قال الله: {فَلا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ} [الأحزاب:32] يعني: لا ترقق المرأة صوتها، لماذا؟ {فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلاً مَعْرُوفاً} [الأحزاب:32] يعني: إذا قالت قولاً معروفاً قوياً انتهى الرجل، ولكن إذا رققت صوتها فتن بها.
يا قوم أذني لبعض الحي عاشقة والأذن تعشق قبل العين أحياناً
أما تجمع الرجال وخروجهم في مناسبات الزواج، يتجمعون من كل قرية، حيث كانوا في السابق يأتون من كل قرية وجبل، لكن الآن يركب السيارة من قرية إلى قرية، ويلبس الجنبية المذهبة والسيف المذهب، ويأتي يرفع صوته من العشاء إلى الفجر بالكلام المبتذل، والنساء فوق السطوح يتسمعن، ثم نقول: نريد مطراً من السماء، والله -يا إخواني- لو تنزل علينا حجارة من السماء ما كنا نستبعدها؛ لأن الله تعالى يقول -كما في الحديث القدسي-: (إني أنا والجن والإنس لفي خبر عظيم، أخلقهم ويعبدون غيري، أرزقهم ويشكرون سواي، خيري إليهم نازل وشرهم إلي صاعد، أتحبب إليهم بالنعم ويبتغضون إلي بالمعاصي).
فيا إخوان: نحن في نعم، فينبغي علينا أن نشكرها ونحمد الله عليها، أما إذا لم نشكرها وقمنا نستعملها في معصية الله، مثل ما يحدث في هذه المناسبات، فهذا والله شيء ينذر بعذاب من الله تبارك وتعالى، فاتقوا الله في أنفسكم، فلا تنبغي المكبرات ولا السهر، الزواج إنما هو ستر وما هو بفضيحة، الزواج ستر فاستر ابنتك أو ولدك وأولم بشاة، بشاتين، بثلاث، بقدر عدد الضيوف، ولا تتكلف، ولا تتعب نفسك -يا أخي- لماذا السرادقات؟ والكراسي؟ وبعد العرس تبقى أياماً تهدم الخيام، وترفع الكراسي، ولا حول ولا قوة إلا بالله.
زوج ابنتك الزواج السني زواج الإسلام، بوليمة متواضعة، بقدر معين من الرجال وبقدر معين من الذبائح، وينتهي الأمر، وفرت مالك وأرحت نفسك ودينك، وأرضيت ربك، لكن البعض يبقى لهذا العرس من قبل أسبوعين يجهز، ويبقى بعدها أسبوعين أو يزيد وهو يعاني من هذه المشاكل، ولا حول ولا قوة إلا بالله!