Q هل يجوز الاستخارة لأداء الحج النافلة؟
صلى الله عليه وسلم لا يا أخي المسلم، الاستخارة إذا ما أردت أن تعمل عملاً دنيوياً: تتزوج، تبني، تشتري سيارة، تسافر، أمر من الأمور المباح، فلا بد لك أن تستخير؛ لأنك لا تعلم ما هو الخير فيه، وكأنك ستشتري هذه السيارة والله عز وجل قد قدر عليك الموت بهذه السيارة، أو أن تتزوج بهذه المرأة وهي سبب هلاكك في الدنيا والآخرة، فإذا هممت بأمر فصل ركعتين، ثم إذا أكملت الركعتين، فقبل أن تسلم أو بعد السلام -وردت الصفتان- ولكن شيخ الإسلام يرجح أنه قبل السلام، فيقول: "اللهم إني أستخيرك بعلمك، وأستقدرك بقدرتك، فإنك تعلم ولا أعلم، وتقدر على ما لا أقدر، اللهم إن كنت تعلم أن في هذا الأمر -ويسميه، وليكن مثلاً شراء سيارة- أن في شراء هذه السيارة خيراً لي في ديني ودنياي وعاجل أمري وآجله فأقدره لي، ثم بارك لي فيه، وإن كنت تعلم أن في شراء هذه السيارة شراً لي في ديني أو دنياي أو عاجل أمري وآجله؛ فاصرفه عني واصرفني عنه، واكتب لي الخير حيث شئت، ثم رضني به".
فإذا عملت هذا الأمر فإذا يسر الله لك شراء السيارة فاعلم أن شراءها خير لك، وإن صرف عنك شراءها فاعلم أن الله صرف عنك شراءها، وهذا في الأمور العادية.
أما في الطاعات والعمل الصالح فلا يوجد فيه استخارة، فحين تريد أن تصلي تقول: سوف أستخير الله أصلي أو لا أصلي، لا.
حين تريد أن تحج، تقول: سوف أستخير الله وتقول: "اللهم إن كان الحج خيراً لي"، معلوم أن الحج خير لك؛ لأن (من حج ولم يرفث ولم يفسق رجع كيوم ولدته أمه) ولأن (الحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة) كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم، فإذا أردت أن تحج سواءً أكان فرضاً أو نافلة، أو تتصدق، أو تصوم، أو تصلي، أو تعمل أي عمل من أعمال الخير فتسارع إليه من دون استخارة.
شخص يريد أن يزني، فهل يستخير الله؟ الأعمال المحرمة لا استخارة فيها، والأعمال المشروعة لا استخارة فيها، وإنما الاستخارة في الأمور العادية المعتادة من أمور دنياك، التي لا تعلم أفيها خير أو شر، فتستخير الله، وكان الصحابة يستخيرون الله حتى في شراك النعل، إذا قطعت حذاؤه، وما كان معهم أحذية مثلنا الآن، فبعضهم تجده رابطاً بين أصابعه شراكاً (سيراً) وقطعة من الجلد من تحت فحسب، وبعضهم يحملها على عصاه ويمشي حافياً؛ لأنها مقطوعة! والواحد اليوم معه عشرون حذاء وهذا من نعم الله علينا، ولا حول ولا قوة إلا بالله.
فلا استخارة في هذا وإنما عليك أن تباشر العمل الصالح.