فأنا أؤكد وأؤصل قضية الإيمان بالبعث بما لا مزيد على ما قلت، وإنما بما يقيم لنا دليلاً على أننا مؤمنون بالبعث وهو شيء واحد: الاستجابة لأمر الله والبعد عن معاصي الله، فإذا كان هذا الأمر بأيدينا وفي أنفسنا وفي جميع حركاتنا، وأننا مسارعون إلى طاعة الله ومبتعدون عن معصية الله، فلنعلم أننا مؤمنون بالبعث، وننتظر الجزاء من الله إن شاء الله.
وإن كانت الأخرى، فلا يوجد استجابة لأمر الله، ويوجد حب لمعصية الله، فالإيمان بالبعث عندنا ضعيف، وعلينا أن نقويه، وتقوية الإيمان بالبعث يكون بستة أمور: الأمر الأول: تلاوة كتاب الله مع التدبر.
الأمر الثاني: تلاوة حديث رسول الله يومياً -حديث واحد- مع التدبر.
الأمر الثالث: اختيار الرفيق الصالح، فلا بد أن تختار رفيقاً مؤمناً تجلس معه، وتتقوّى به.
الأمر الرابع: الابتعاد عن الرفيق السيء، إذا وجدت شيطاناً رجيماً يدعوك إلى معصية الله، وينهاك عن طاعة الله، فأعرض عنه وفرّ منه؛ لأنه مصاب في دينه، أنت لو جئت إلى شخص مصاب بـ (الكوليرا) أو السرطان أو الطاعون، أتجلس معه؟ أم تهرب منه؟ فهذا والله أخطر منه، وهذا عنده طاعون في دينه و (كوليرا) في عقيدته، وسرطان في دينه، كيف تجلس معه وهو يقول لك: لا تصل؟! تمر معه بجانب المسجد والمؤذن يؤذن، فتقول له: هيا نصلِّ، فيقول لك: يا شيخ أتريد أن تصلي وأنت صغير، فيما بعد إذا كبرنا نصلي، دعنا نستمتع بالحياة، هذا شيطان رجيم اتركه -والعياذ بالله- وابتعد عن قرناء السوء.
الأمر الخامس: أن تحرص على طاعة الله وتسارع إليها.
الأمر السادس: أن تبتعد عن معصية الله.
هذه ست وسائل لتقوية الإيمان.
أسأل الله تعالى أن يقوي إيماننا وإيمانكم، وأن يوفقنا وإياكم إلى كل خير.
اللهم اهدنا فيمن هديت، وعافنا فيمن عافيت، وتولنا فيمن توليت، اللهم أحسن عاقبتنا في الأمور كلها، وأجرنا من خزي الدنيا وعذاب الآخرة، اللهم اجعل ما قلنا وما سمعنا حجة لنا لا حجة علينا، اللهم انفعنا بما قلنا، وانفعنا بما سمعنا، واجعل ما علمتنا يا رب العالمين حجة لنا ينفعنا بين يديك يوم القيامة، اللهم آمنا في دورنا وأصلح أئمتنا وولاة أمورنا، واجعل اللهم ولايتنا فيمن خافك واتقاك واتبع رضاك يا أرحم الراحمين.
اللهم اسقنا وأغثنا، اللهم اسقنا وأغثنا، اللهم اسقنا وأغثنا، اللهم اسقنا غيث الإيمان في قلوبنا، واسقنا غيث المطر في بلادنا وأوطاننا برحمتك يا أرحم الراحمين.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.