عقيدة أهل السنة والجماعة حول رؤية الله في الدنيا والآخرة

Q ذكرت أن موسى طلب من الله الرؤية فقال له: {لَنْ تَرَانِي} [الأعراف:143] فهل هذا في الدنيا والآخرة، أم في الدنيا فقط؟

صلى الله عليه وسلم قوله: (لن تراني) في الدنيا فقط، أما الرؤية في الآخرة فهي حق وستقع لأهل الإيمان، وهي عقيدة أهل السنة والجماعة، أما أهل البدعة والضلالة من المعتزلة والجهمية فإنهم ينكرون الرؤية في الدنيا والآخرة، ولكن هذا غير صحيح، والصحيح: أنه يُرى، ويستدلون: {لَنْ تَرَانِي} [الأعراف:143] ودليلهم: بـ (لن) و (لن) ليس فيها دليل على عدم الرؤية، لماذا؟ أولاً: يقول العلماء: إن موسى لا يمكن أن يطلب محالاً، فإن موسى يعرف أنه سيرى الله، ولكن ظن أنه سيراه في الدنيا كما سيراه في الآخرة فطلب ذلك في الدنيا فقال الله له: {لَنْ تَرَانِي} [الأعراف:143].

ثانياً: أن الله ما قال: إنني لا أُرَى، بل قال له: لن تراني، يعني: الآن، أما الرؤية في الآخرة فسوف تقع، والأدلة من الكتاب والسنة دالة على الرؤية، يقول الله في القرآن الكريم: {وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ * إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ} [القيامة:22 - 23] وقد عدي فعل النظر بحرف الجر (إلى): {إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ} [القيامة:23] أي: مشاهدة.

وأيضاً يقول الله: {كَلَّا إِنَّهُمْ عَنْ رَبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَمَحْجُوبُونَ} [المطففين:15] أي: عن رؤية الله تبارك وتعالى، فدل حجب العصاة والكفار أن المؤمنين يرون الله، إذ لو أثبتنا أن المؤمنين لا يرون الله لسوينا بين الكفار والمؤمنين، فالمؤمنون يرون الله، وفي الحديث الصحيح يقول عليه الصلاة والسلام: (إنكم سترون ربكم كما ترون القمر ليلة النصف لا تضامون في رؤيته).

طور بواسطة نورين ميديا © 2015