عليك بعد أن تعمل عملاً أن تصبر ولا تنظر لنفسك بعين العجب والرياء والاستكبار، وتتظاهر بأنك عملت وأنك صنعت، فتأتيك السمعة، لأنه جاء عنه صلى الله عليه وسلم أن (من راءى راءى الله به، ومن سمّع سمّع الله به).
وبالتالي يحبط عملك، ويبطل أجرك، وتخسر دنياك وآخرتك، ولم تربح شيئاً، بل عليك بعد العمل أن تكون أضعف منك حالاً قبل العمل، ولهذا شرع الله لنا الاستغفار بعد الصلاة، وشرع لنا الاستغفار في قيام الليل: {كَانُوا قَلِيلاً مِنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ * وَبِالْأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ} [الذاريات:17 - 18].
وشرع لنا الاستغفار بعد يوم عرفات، قال عز وجل: {ثُمَّ أَفِيضُوا مِنْ حَيْثُ أَفَاضَ النَّاسُ وَاسْتَغْفِرُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ} [البقرة:199] إذا أفضت من عرفات وقد غفر الله ذنبك فعليك أن تستغفر الله، لماذا؟ لكي لا يأتي عجب، وتقول: أنا الآن غفر الله ذنبي فأنا لم يبق عليَّ شيء، سأعمل ما أعمل، لا، قد لا يغفر الله ذنبك، فعليك أن تستشعر باستمرار صبرك على العمل وطلب القبول من الله عز وجل حتى لا يحبط عملك.