بعد ذلك تدنو الشمس من الرءوس، حتى يكون ما بين الشمس ورءوس العباد مسافة ميل, قيل: إن الميل: مسافة, وقيل: ميل المكحلة, حتى إن أدمغة الناس تغلي كما يغلي الماء في القدور, والمظلة لا تكون إلا لسبعة أصناف يستظلون بمظلة الرحمن: (إمام عادل, وشاب نشأ في عبادة الله, ورجل معلق قلبه بالمساجد -أي: يلازم الصلاة في المساجد- ورجل دعته امرأة ذات منصب وجمال -أي: إلى الزنا- فقال: إني أخاف الله رب العالمين, ورجل ذكر الله خالياً ففاضت عيناه, ورجل أنفق نفقة فأخفاها حتى لا تعلم شماله ما أنفقت يمينه, ورجلان تحابا في الله اجتمعا عليه وافترقا عليه) هؤلاء يظلهم الله في ظل عرشه يوم لا ظل إلا ظله.