Q ما رأي فضيلتكم فيمن يقول: أتزوج امرأة غير ملتزمة وغير مستقيمة، وتلتزم على يدي وتستقيم بإذن الله فيما بعد؟
صلى الله عليه وسلم هذه مجازفة، والقضايا المصيرية لا ينبغي المجازفة فيها، فإنك تقول: يمكن تلتزم، لكن هناك الاحتمال الثاني، وهو أنها ربما لا تلتزم، ماذا تعمل وقد رزقت منها الذرية، فتبقى غصة في حلقك حتى تموت؟! ولهذا: الغلطة في المرأة من أسوأ ما يمكن، يقال: ثلاثة لا تخطئ فيهن: الخطأ في اختيار المرأة، والخطأ في البيت، فلو فصلت لك عمارة لا تغلط؛ لأنها أمام عينك، والثالثة نسيتها.
إبراهيم لما جاء إلى إسماعيل في مكة فما وجده، قال لامرأته: كيف أنتم؟ قالت: في شر حال، وهم كانوا في أحسن حال؛ لكنها شريرة -والعياذ بالله- منظارها في الحياة أسود، وهم كانوا في خير ونعمة، لكن نظرتها سوداء، قالت: نحن في أبأس حال، قال: إذا جاء إسماعيل فسلمي عليه وقولي له: أن يغير عتبة بيته.
وحين جاء قالت: جاءنا شيخ ثم وصفته له، وقال لك: غير عتبة بيتك، قال: أنت طالق بالثلاث أنت عتبة البيت، وبعد سنوات تزوج إسماعيل، وجاء إبراهيم مرة أخرى، فلم يجد إسماعيل، وقد كان مسافراً للصيد، قال: كيف أنتم؟ وكانوا في سنةٍ قاحلة وشديدة، لكن المرأة طيبة وفيها خير، قالت: نحن في أحسن حال، والحمد لله على كل حال، قال: قولي له إذا جاء: أن يثبت عتبة الدار.
بعض النساء لو ما عندها في بيتها لقمة وجاء زوجها وسأل: عندكم شيء؟ قالت: الخير كثير والحمد لله، ولو ما عندها شيء، وبعضهم لو كل شيء موجود وجاء زوجها بضيف واحد، قالت: لماذا تأتي به؟ ولماذا ما أخبرتنا؟ والله ما عندنا شيء، وتقوم ترمي الطعام في القمامة وتجعله يذهب ويشتري من المطعم فهذه شريرة، والعياذ بالله.
فالمرأة ينبغي أن لا تجازف في قضية اختيارها، اعقل وتوكل، ابحث لك عن صاحبة دين تسلم، إنما تأخذ واحدة على أمل أنك تهديها فهذا من المجازفة، إلا أن بعض أهل العلم يقول: إذا وجدت امرأة تظهر رغبتها في أن تلتصق برجل صاحب دين، وأنها مستعدة لأن تخضع لجميع أوامر الشرع، وأنها تائبة إلى الله، فهذا لا بأس، لماذا؟ لأنها أعلنت التوبة وأعلنت الرغبة في الاستقامة، أما واحدة تعرف أنها فاسدة من أول نظرة وتقول: سأهديها، فهذه مجازفة.