أيضاً من عوامل التربية: إدخال السرور والعطف على قلوب الأولاد ومداعبتهم، ففي الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يخرج لسانه للحسن، فيرى الصبي حمرة لسان النبي صلى الله عليه وسلم فيهش له، هذا ذكره الألباني في سلسلة الأحاديث الصحيحة.
وفي الصحيحين عن أنس رضي الله عنه قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم يدخل علينا ولي أخ صغير يكنى أبا عمير وله طائر يلعب به، فمات الطائر، فدخل النبي يوماً فرأى الولد حزيناً، فقال: ما شأنه؟ قالوا: مات نغره -أي: طيره- قال: (يا أبا عمير ما فعل النغير؟) يسليه ويداعبه صلى الله عليه وسلم.
وقد أخرج الترمذي والنسائي وصححه الحاكم أن النبي صلى الله عليه وسلم خرج يوماً إلى صلاة الظهر أو العصر ومعه الحسن، فتقدم ووضعه عند قدمه اليمنى، ثم كبر للصلاة ولما سجد امتطى ظهر النبي صلى الله عليه وسلم، فأطال السجود حتى همَّ القوم بالتسبيح، لكنهم ما كانوا ليسبحوا خشية أن يكون أوحي إليه بشرع جديد، فلما انتهت الصلاة قال: (إن ابني هذا ارتحلني -أي: ركب على ظهري- فكرهت أن أزعجه حتى نزل).
اللهم صلِّ وسلم على رسول الله، انظروا رحمة الرسول بالأطفال! يركب على ظهر الرسول ولا ينزله حتى ينزل، كيف وضعنا الآن في الصلاة، بعضنا إذا صلى ومر ولده أمامه ضربه على وجهه، فينظر الصغير في أبيه لماذا ضربتني؟! من أجل أنك تصلي، إذاً: لا أحب هذه الصلاة، فتنشأ في نفس الولد هذا عقدة ضد الصلاة بسبب ضربك له، بينما الرسول يركب على ظهره وهو إمام وما أنزله أين أنت من هذا يا أخي في الله؟! وكذلك بعض النساء إذا أتت لتصلي وسمعت أولادها يبكون لا تنتبه، ومن السنة أنها إذا كانت تصلي وسمعت أولادها يبكون تأخذهم، بل كان النبي صلى الله عليه وسلم وهو يصلي بالناس إذا سمع بكاء الصبي عجل بالصلاة وخفف، لما يسمع من بكاء الصبي صلى الله عليه وسلم.