سابعاً: من وسائل العلاج: التدرج في الدعوة وتقديم الأهم على المهم، والمداراة، ومراعاة مصلحة الدعوة وأنت تدعو، فإذا أتيت إلى شخص يدخن لكن لا يصلي، فلا تقل له: لا تدخن يا أخي؛ لأنه لو ما دخن وهو لا يصلي أو ما دخن كله سواء، لكن إذا صلى أول شيء، فتبدأ بالأهم، لا نقول لك: اسكت عن الدخان لكن أجله فقط، قضية تقديم الأهم على المهم، فإذا صلى قل له: عليك أن تترك الدخان، أنت تصلي عليك أن تعفي لحيتك، أنت تصلي عليك أن تغض بصرك، لكن تكلمه في الدخان وفي حلق اللحية وهو لا يصلي! وافرض أنه أعفى لحيته وهو لا يصلي ماذا نقضي به؟ إنه كافر ولو عنده لحية مثل لحية أبي جهل.
فالإيمان له أساسيات، نبدأ بالأساسيات حتى إذا ضمناها بدأنا في الأشياء الثانية التي تأتي من دين الله عز وجل، تقول عائشة رضي الله عنها -والحديث في البخاري - تقول: [إنما نزل أول ما نزل من القرآن سور فيها الجنة والنار، حتى إذا ثاب الناس إلى الإسلام، ودخلوا في دين الله، نزل الحلال والحرام، ولو نزل أول ما نزل لا تشربوا الخمر، لا تزنوا، لقال الناس: لا ندع الزنا، ولا ندع الخمر] أول ما نزل: تقوية الإيمان، ذكر الجنة، وذكر النار، وأخبار الرسل، واليوم الآخر كل هذه جاءت في أول القرآن، وبعد ذلك لما حيت القلوب، وثاب الناس إلى الدين وآمنوا بالله، نزل الأمر مباشرة، ونزل النهي مباشرة لماذا؟ لأنهم آمنوا بالله الذي لا إله إلا هو.