الفرج وسيلة من وسائل التدمير، أو من وسائل التعمير، إن استغلها الإنسان في الحلال، وصرف هذه الشهوة فيما يرضي الله، في زوجةٍ حلال؛ كان هذا العمل طاعة لله، قال عليه الصلاة والسلام: (وفي بضع أحدكم صدقة، قالوا: أيأتي أحدنا شهوته ويكون له عليها أجر؟ قال: نعم.
أرأيتم لو وضعها في حرام أكان عليه وزر، كذلك إذا وضعها في حلال كان له أجر) فلك أجر إذا أتيت زوجتك، وحصنتها وعفيتها، وحصنت نفسك، وعفيت نفسك، وابتغيت الولد، وحصل النسل الذي يكاثر بهم النبي صلى الله عليه وسلم يوم القيامة، ولكن إذا عطلت الزواج وذهبت في الزنا والحرام -والعياذ بالله- أهلكت نفسك وأفسدت حياتك؛ لأن الزنا موبقة وكبيرة، يقول الله عز وجل: {وَلا تَقْرَبُوا الزِّنَى إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِيلاً} [الإسراء:32] ويقول في الحديث: (ما عصي الله بذنبٍ بعد الشرك أعظم من نطفة يضعها الرجل في فرجٍ لا يحل له) وفي الأثر: (من زنى بامرأة في الدنيا كان عليه وعليها في القبر نصف عذاب هذه الأمة) وفي الحديث: (أن الزناة والزواني يعذبون في النار في تنور أعلاه ضيق وأسفله واسع) والحديث في البخاري من حديث سمرة بن جندب رضي الله عنه وأيضاً ورد في الأثر: (أن الزناة والزواني يعلقون في النار بفروجهم يوم القيامة) موطن لذة وبسطة الآن، لكن تعلق بكلوب بفرجك أيها الزاني! إلى السماء والعياذ بالله.
وجاء في الأثر: (إن الزاني يوقف بين يدي الله يوم القيامة فيقول الله له: أزنيت؟ قال: لا يا ربِّ) -وينكر يظن أنه عند الهيئة أو عند القاضي، ما علم أنه عند ملك الملوك وجبار السماوات والأرض، عند من لا تخفى عليه خافية- فيقول الله: (ألا يرضيك أن نقيم عليك عشرة شهود: قال: بلى يا رب! رضيت، فيختم الله على لسانه وتبدأ الجوارح تشهد، فيقول اللسان: أنا للحرام نطقت، والعين تقول: وأنا نظرت، والأذن تقول: وأنا سمعت، واليد تقول: وأنا بطشت، والرجل يقول: وأنا سعيت، والفخذ يقول: وأنا حضرت، والفرج يقول: وأنا عملت، والأرض تقول: وأنا حملت، والملائكة تقول: وأنا اطلعت، والله عز وجل يقول: وأنا سترت) سترناك لعلك تتوب، وأمهلناك لكن لا زال كثير من الناس يتمادى.