السمع نعمة قد يحمل الخير أو الشر إلى القلب

إن هذه الأذن مأمورة وصدر فيها حكم من الله يقول الله عز وجل: {إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولاً} [الإسراء:36] ويقول عز وجل عن عباد الرحمن: {وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلاماً} [الفرقان:63] {وَالَّذِينَ لا يَشْهَدُونَ الزُّورَ وَإِذَا مَرُّوا بِاللَّغْوِ مَرُّوا كِرَاماً} [الفرقان:72] {وَإِذَا سَمِعُوا اللَّغْوَ أَعْرَضُوا عَنْهُ وَقَالُوا لَنَا أَعْمَالُنَا وَلَكُمْ أَعْمَالُكُمْ سَلامٌ عَلَيْكُمْ لا نَبْتَغِي الْجَاهِلِينَ} [القصص:55].

هذه الأذن مسئولة عما سمعت، وهذه الأذن مصبٌ وقناةٌ تحمل الخير أو الشر إلى القلب، كما أن العين قناةٌ يمكن أن ترسل عن طريقها الخيرات والتأملات والآيات، ويمكن أن يرسل عن طريقها الآهات والحسرات والعذاب والعياذ بالله.

وهذه الأذن كذلك يمكن أن تكون قناة لإحياء قلبك أيها المؤمن! عن طريق سماع كلام الله، إذا سمعت خطاب الله الذي أنزل لك القرآن: {كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ} [ص:29] {أَوَلَمْ يَكْفِهِمْ أَنَّا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ يُتْلَى عَلَيْهِمْ} [العنكبوت:51] {قَدْ جَاءَكُمْ مِنَ اللَّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُبِينٌ} [المائدة:15] {وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحاً مِنْ أَمْرِنَا مَا كُنْتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلا الْإِيمَانُ وَلَكِنْ جَعَلْنَاهُ نُوراً نَهْدِي بِهِ مَنْ نَشَاءُ مِنْ عِبَادِنَا وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ * صِرَاطِ اللَّهِ الَّذِي لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ أَلا إِلَى اللَّهِ تَصِيرُ الْأُمُورُ} [الشورى:54 - 53] إنه كتاب كريم {لا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلا مِنْ خَلْفِهِ تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ} [فصلت:42] هذا القرآن العظيم خاطبك الله به من أجل أن تسمعه أولاً، ثم تفهمه، ثم ترتله، ثم تطبقه وتعمل به وتدور معه في فلكه، هذا كتاب الله، لكن يوم أن عاشت الأمة في غير ميادينها ضيعت القرآن، فكثير من بيوت المسلمين يدخل اليوم وينتهي ما قُرئت فيه آية، وإن قُرئت فعلى سبيل الصدفة، وإن قرئت في بعض المحلات تبركاً لمدة دقيقتين، ثم يضع الشريط على المنكرات والأغاني والعياذ بالله.

فلما عاشت الأمة في غير ميدانها الطبيعي هجرت كتاب الله واستبدلته، وسمعت شيئاً لا يرضي الله، وهذه الأذن مسئولة يوم القيامة.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015