عاشراً: إضاعة الوقت.
يضيع وقت العاصي والشقي من غير مصلحة، ليس في وقته بركة، لا يستثمره في طاعة: فلا يقرأ فيه قرآناً، ولا يذكر فيه ربه، ولا يدخل فيه مسجداً، ولا يعمل فيه معروفاً، ولا يقرأ فيه كتاباً إسلامياً، وإنما كل وقته هباء، منهم من يجلس من بعد صلاة العشاء إلى الساعة الحادية عشرة أو الثانية عشرة أو الساعة الواحدة على ماذا؟ قال: على ورقة (صن أربعة) ومائة وخمسين، ما هو (الصن)؟ ولد وبنت وشايب، وأرقام، وضرب في الأرض، وأربع وخمس وساعات تقضيها على ماذا؟ أين عقلك؟ خلقك ربي لتلعب (صن) أم خلقك لتعبده؟ يقول الله تعالى: {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإِنسَ إِلاَّ لِيَعْبُدُونِ} [الذاريات:56] هل تستطيع أن تأتي يوم القيامة فتقول: والله يا رب أنا ألعب (بلوت نمرة واحد) أنا إذا جلست لا أقوم من مكاني إلى (نمرة عشرين) تستطيع أن تقول هذا الكلام لتبيض وجهك أمام الله عز وجل؟! والله إنه لخزي لك في الدنيا قبل أن تكون في الآخرة، هذا من أسباب الشقاء -إضاعة الوقت- كيف تضيع وقتك؟! منهم من يسمر إلى الساعة الثانية في الليل وبعد ذلك يذهب البيت وما قد صلى العشاء؛ لأنه بدأ السمرة بعد المغرب، يقول: نريد أن نستغل الليل من أوله، يقول: خذ الليل بأوله، يعني: دعنا نسمر من أول الليل، الله أكبر! وبعد ذلك سمر إلى الساعة الواحدة، وبعد ذلك رجع إلى البيت يمكن يصلي صلى العشاء! ولكن بعد أن رفعت أعمال العباد وسجلت في دواوينهم وهو ما زال مؤخراً للصلاة، ثم صلى أربع ركعات لا نعلم عنها، وأما صلاة الفجر! الله يخلف عليه فيها، فليس هناك صلاة فجر، وبعد ذلك الدوام؛ الدوام الساعة العاشرة، وقد يكون مسئولاً أو رئيس قسم أو مدير إدارة ويتجمع المراجعون وأصحاب المصالح عند بابه وغرفته وهو لم يأت حتى الساعة التاسعة إلى العاشرة! ثم جاء وعيونه متورمة، وأذنه قد بال فيها الشيطان كما جاء في الحديث: (إذا نام العبد عن صلاة الفجر بال الشيطان في أذنيه وقال له: نم، عليك ليل طويل) يقول له: نم مكانك.
فلا حول ولا قوة إلا بالله! فيدخل وهو خبيث النفس كسلان، عيونه منتفخة، ومزاجه حاد، وأذناه مسددتان بفضلات الشيطان، فإذا جلس على كرسيه جلس متكاسلاً، فإذا دخل المراجع، قال: عندك رقم أنت؟ كأنه يريد أن يأكله، يقول المراجع: من أتانا بهذا؟! حسبنا الله، ماذا بالرجل؟ فتشاهدهم يصفون ويسمعونه، وكل شخص يذهب وراء الثاني يريدون أن يمضوا مصالحهم، يخافون أن يضاربوه فيعقدها عليهم، لماذا؟ لأنه إذا أراد أن يعقد المعاملة يستطيع أن يبحث فيها عن علة: هذه ناقصة هذه اذهب صادق عليها هذه اذهب صححها هذه قديمة وأوجد له سبعين عذراً لكي يصرفهم من عنده، فهذه ثمرة البلوت؛ لأنه ضيع وقته بالليل في معصية الله، فضيع وقت المسلمين وضيعوا حياته كلها ولا حول ولا قوة إلا بالله!