Q هل خروج المرأة للدعوة وللعمل لخدمة الإسلام ممكن أن يكون مباحاً، أم أنها آثمة إذا خرجت؟
صلى الله عليه وسلم جزى الله الأخت خيراً على هذا السؤال.
خروج المرأة الأصل هو القرار في البيت، لكن هناك أحوال ينبغي أن تخرج فيه المرأة مثل هذا الخروج؛ الخروج للدعوة.
ومثل خروجها للتعليم، لمن ندع بنات المسلمات والمسلمين.
لا بد من وجود المرأة في المدارس للتعليم.
ومثل العلاج والاستشفاء، أين تعالج المرأة؟ ومثل زيارة الرحم إذا كانت أمها وأبوها وإخوانها موجودين فتزورهم، وزيارة الأقارب، والجيران، فالجيران يتزاورون بينهم وهذا مطلوب هذه الأمور مستثناة من عموم النهي، يعني: تخرج المرأة فيه لكن بالشروط الشرعية، وهي: أن تتحجب الحجاب الشرعي الكامل: لأن الحجاب عند المرأة دين وليس تقليداً ولا موضة ولا عرفاً، المرأة تلبس عباءتها والغطاء على وجهها والقفازات في يدها، كأنها تصلي وتصوم، وتمارس عبادة، تنفذ آية من كتاب الله: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلابِيبِهِنَّ} [الأحزاب:59].
آية من الآيات مثل آية الصلاة، والزكاة، والصوم والحج، فإذا شعرت المرأة بأنها تمارس قضية عقدية شرعية من دين الله، وهي تحتجب بالحجاب الشرعي كاملاً، بحيث لا يرى لها شعرة ولا ظفر، ولا رائحة، ولا كعب، ولا ثوب ضيق، ولا عباءة خفيفة، ولا وجه شفاف، ولا عيون مفتوحة من هنا، وتبدوا كالغراب الأسود من رأسها إلى قدمها، هذه المرأة المؤمنة، ثم تختار الوقت الذي لا يكون فيه رجال، وإذا قابلها الرجال فلا تحتك بهم، وهي تمشي لا تلتفت، لأنها إذا التفتت التفت إليها، ثم لا تمشي في وسط الطريق، بل تمشي في طرفه، لكي تقع عليها الأنظار من جهة واحدة، لكن حين تمشي في الوسط تنظر لها العيون من هنا ومن هنا، بل تختار الوقت الذي لا يخرج فيه الرجال، هذا لا بأس به إن شاء الله.
والله أعلم، وصلى الله وسلم على نبينا محمد.