والأخير: احذر من قرناء السوء.
قرين السوء من الزملاء، أو الجيران، أو الأقارب، أو الأنساب، إذا كان فاسقاً، قليل دين، قاطع صلاة، يشرب الخمر، يزني، خبيثاً، فاحذره وانزع يدك منه، وإذا رأيته في طريق فاذهب من طريق أخرى، ولا تقل: هو ولد عمي، أو ولد أخي، أو جاري، لا، هذا يحمل مرضاً، ما رأيك إذا كان هناك شخص قريب لك وفيه داء (الكوليرا) أو (الإيدز) أو الطاعون أو (السل) هل تجلس معه؟ بل تهرب منه، فاعلم أن هذا أخطر منه، هذا عنده مرض في عقيدته وأخلاقه وإيمانه، انزع يدك منه، ولا تقل: أنا سوف أذهب معه من أجل أن أهديه، أنت لا تزال في طور لا يسمح لك بمصاحبته، حتى تصير داعية وعالماً، حينها يمكنك أن تدعو هذا الشخص وغيره إلى الله، لكن أخاف أن تدعوه ثم يدعوك هو، وقد تصير مثله.
هذه -أيها الإخوة- وسائل العلم العشرة التي -إن شاء الله- إن عملت بها وحققتها زاد إيمانك، وحصل لك اليقين، وتحصلت على السعادة في الدنيا والآخرة.
أسأل الله الذي لا إله إلا هو أن يرزقنا إيماناً صادقاً، وعملاً صالحاً، وتوبة قبل الموت، ومغفرة بعد الموت، وتوفيقاً وهداية لهذا الدين.
اللهم إنك أنت الله الذي لا إله إلا أنت، يا حي يا قيوم! يا فارج الهم! يا كاشف الغم! يا أرحم الراحمين! فرج كرب إخواننا في الشيشان، اللهم فرج كربهم، اللهم انصرهم على عدوهم، اللهم ثبت أقدامهم، اللهم اربط على قلوبهم، اللهم زلزل الأرض من تحت أقدام أعدائهم الروس، اللهم أنزل عليهم بأسك الشديد، وعذابك الأكيد فإنهم لا يعجزونك.
اللهم إنك أنت الله لا إله إلا أنت غالب لا تغلب، لك جنود السماوات والأرض، لا يعجزك شيء في الأرض ولا في السماء، نسألك باسمك الأعظم الذي إذا سئلت به أعطيت، وإذا دعيت به أجبت، أن تنزل نصرك المبين على إخواننا.
يا من أمرت الحوت يلفظ يونساً وسترته بشجيرة اليقطين
يا من أحلت النار حول خليله روحاً وريحاناً بقولك كوني
يا رب إن السيل قد بلغ الزبا والأمر في كاف لديك ونون
باسم الفراخ الزغب يحنو جناحهم فقدوا الأب الحاني بغير منون
بصراخ أم فجعوها بابنها لم يرحموها وهي كالعرجون
يا رب إنا مثلهم في كربة فارحم عباداً كلهم ذو النون
هذا الدعاء أيها الإخوة! ويتبع الدعاء شيء وهو المال، الله أمر بالجهاد بالمال والنفس فقال: {وَجَاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ} [التوبة:20].
إخوانكم يريدون منكم الدعاء والمال، إنهم يعيشون ضائقة لم يعرف لها مثيل عبر التاريخ البشري، واليوم نشرت صور الإجرام الذي لا يعرفه البشر أبداً، ولا يمكن أن يتصور العقل؛ رأينا فيها حرقاً للأرض، وتدميراً للبيوت، وقتلاً للنساء، واستباحة للأعراض، وهم يعيشون الآن -نساء وأطفالاً وعجائز وكباراً وشباباً- في (أنقوشيا) في خيام يحوطها الثلج، نحن بردنا في الرياض كم يوم، وكل شخص عنده ثياب وشملة وعباءة ودفاية ومكيف، ومع ذلك يقول: والله أحس ببرد، ودرجة الحرارة ستة أو سبعة، هؤلاء عندهم أربعون تحت الصفر، ولا يوجد معهم لا ثلاجة، ولا غسالة، ولا ماء، ولا أكل، ولا دواء، ولا بيت، والنار والطائرات والمدمرات تقتلهم، وما هو ذنبهم يا إخواني؟ ليس إلا لأنهم يقولون: لا إله إلا الله.
إنهم إخوانكم في العقيدة، أنتم تقولون (لا إله إلا الله) وهم يقولون (لا إله إلا الله)، أين نجدة الإيمان يا إخواني؟! أين نصرة الإيمان؟! لا يريدون رجالاً هم يريدون مالاً ودعاء، رجالهم كثير لكن يريدون مالاً يشترون به طعاماً لهم ولنسائهم وأطفالهم، ويشترون به سلاحاً من أعدائهم ليدمروهم به، ولا تتصوروا أن كل ما تسمعون صحيحاً، إخوانكم أسود، وهم قد باعوا أنفسهم من الله، إما إسلام ونصر وإما موت، وقد أقسموا ولبسوا أكفانهم، لكن تأخر النصر لتأخر الدعاء والدعم منكم.
أيها الإخوة: على الأبواب مؤسسة الحرمين والندوة العالمية للشباب؛ وهما مؤسستان إسلاميتان موثوقٌ فيهما وفي القائمين عليهما، يقومان بأخذ الأموال منكم وإيصالها لإخوانكم، يقول أحد المسئولين في مؤسسة الحرمين: أحياناً نوصل الإعانة في نفس الليلة، كيف ستوصلها أنت؟ هل تستطيع أن توصلها؟ لا تستطيع، لكن هم يأخذونها منك وبالهاتف لهم مكاتب هناك.
فادفعوا وتبرعوا هذه الليلة لإخوانكم، إخوانكم يستضيفونكم هذه الليلة، لو جاءك أربعة من الشيشان وأنت ذاهب إلى بيتك، ودقوا عليك الباب وقالوا: نحن من الشيشان جائعون نريد عشاءً، هل تطعمهم أم لا؟ تطعمهم لو تقطع من جلدك لهم، الآن أنا باسمهم أقول: إخوانكم ضيوفكم هذه الليلة، عشوا إخوانكم واملئوا الصناديق، أسأل الله أن يفتح عليكم، كما أسأله سبحانه وتعالى أن ينصر دينه ويعلي كلمته، وأن يحفظ لنا في هذه البلاد ديننا وأمننا ونعمتنا واستقرارنا، وأن يوفق ولاة أمورنا وعلمائنا ودعاتنا، وشبابنا وشاباتنا، وذكورنا ونسائنا لما يحبه ويرضاه، وأختم بهذا.
وانظروا الأسئلة عندي فهي كثيرة، لكن نريد لها شهراً، فأنا أكتفي بما حصل وأعتذر عن الإجابة، والله أعلم، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.