Q ما هي نصيحتكم للبنات والأمهات في البيوت يرحمني الله وإياكم?
صلى الله عليه وسلم رحمنا الله وإياك يا أخي، أما النصيحة للبنات والأمهات في البيوت بأن يتقين الله الذي لا إله إلا هو، وتقوى الله هي خير وصية يوصي بها المسلم أخاه، وهي وصية الله للأولين والآخرين، قال عز وجل: {وَلَقَدْ وَصَّيْنَا الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَإِيَّاكُمْ أَنْ اتَّقُوا اللَّهَ} [النساء:131] وتقوى الله -أيتها الأخت المؤمنة- أن تجعلي بينك وبين عذاب الله وقاية من طاعة الله.
والذي نحذر منه النساء هو تأخير الصلوات؛ لأن بعض النساء لا تصلي الفجر إلا الساعة العاشرة، ولا تصلي الظهر إلا الساعة الثالثة، ولا تصلي العصر إلا مع المغرب، وتصلي المغرب آخر الليل، والعشاء يمكن تنام وتتركها، هذه -والعياذ بالله- مجرمة في حق نفسها، لا تؤخري الصلاة، بل إذا سمعتي الأذان ضعي كل عمل وصلي، ثم صلي صلاة شرعية بكمال الطهارة، وكمال الخضوع والخشوع والتستر، البسي حجاباً ورداءً فضفاضاً واسعاً يغطي كل جسمك حتى شعرك، لا تظهري شعرة ولا تبدي ظفراً، ولا يبقى إلا وجهك في الصلاة، إذا لم يكن هناك أجنبي، أما إذا وجد أجنبي فغطي وجهك، ثم تستقبلين القبلة، وتقرأين الفاتحة، وتخضعين وتركعين وتسجدين وتطمئنين أما السرعة والمسابقة، بعض النساء تأخذ الصلاة في غمضة عين، وتقول: قد صليت، وهي تكذب، وقد تقول: لو تركتها كلها الله غفور رحيم، لكنها نسيت أن الله شديد العقاب لمثلك أيتها المجرمة في حق نفسها.
حافظي على الصلاة، اتركي الغناء لا يجوز أن تسمعيه، في البيت، كل الأشرطة التي عندك بدليها، اذهبي بها إلى مكتب الدعوة وسلمي الأشرطة التي عندك، يطبعونها ويسلمون لك آخر الأشرطة الإسلامية، بدل أن كانت باطلاً تصبح حقاً، وبريال واحد فقط، والله أكبر! ما أعظم هذا الفضل! وبعد ذلك تحجبي والتزمي بالحجاب حتى ولو كان زوجك يرفض؛ لأن من الأزواج من لا يهمه هذا الأمر بل يحب أن تكشف امرأته بشكل مستمر، من أجل إن كانت جميلة يباهي بها، وإن كانت كريهة وليست جميلة فلأجل أن يجعل الناس نساءهم يرينه؛ لأنه لو غطى زوجته وهي كريهة أو قبيحة غطى الناس نساءهم عليه، والعياذ بالله.
هذه جوهرة لك لا يراها إلا أنت، ولا تكشف.
وإذا أمركِ بالكشف فلا تطيعيه؛ لأنه لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق.
ثم احذري من مرض خطير جداً منتشر في أوساط النساء وهو مرض الغيبة؛ لأنها تأخذ عباءتها وتخرج من بيتها إلى أين؟ قالت: عند الجيران، ما هي المناسبة التي معكم؟ قالت: نتحدث، يعني: نأكل لحوم الناس، وتجد بعض النساء قد فنيت عباءتُها من عند رأسها من كثرة ما تلبسها، فكل يوم وهي على رأسها من بيت إلى بيت ماذا هناك، قالت: تتحدث، هل نتحدث بذكر الله؟ لا.
بالقرآن؟ لا.
لكنها تتحدث عن ماذا قالوا في فلان، ما قال أهل فلان، أما فلان أعوذ بالله منه، والله أما فلان فسلام الله عليه، قطع ونشر وطعن وقضم وهضم في لحوم المسلمين.
تخرج وهي قد شبعت من نار جهنم -والعياذ بالله- فنقول: لا تغتابوا المسلمين ولا تتبعوا أعراضهم؛ لأنَّ (من تتبع عورة مسلم تتبع الله عورته، ومن تتبع عورته فضحه وهو في جوف بيته) أو كما قال صلى الله عليه وسلم.
والنميمة وهي داء خطير عند النساء: وهي نقل الكلام بين البيوت، تأتي عند هذه تسمع كلامها وتذهب عند تلك وتقول: والله كنت عند فلانة بالأمس وسمعتها وهي تقول: فيك وفيك وما عملتِ بها، قالت: الله أكبر! صدقيني! والله إنها بنت حرام، وذهبت عند من نمت عليها وقالت: والله كنت عند فلانة بالأمس وذكرتك بشيء وقالت وتقول! وهذه أحرقت الأسر -والعياذ بالله- والنمام يفسد في ساعة ما لا يفسده الساحر في سنة، فهذه أمراض النساء وكثيرة هي أمراضهن.
ونصيحة أخيرة: طاعة الزوج؛ لأن طاعة الزوج من طاعة الله، فهاهي عمة حصين بن محصن لما جاءت إلى النبي صلى الله عليه وسلم والحديث في السنن، قال: (أذات بعل أنت؟ قالت: نعم، قال: كيف أنت منه؟ قالت: أجتهد -يعني: لا أقصر- قال: إنه جنتك ونارك) فالنار والجنة من عند الزوج، ثم قال: (أيما امرأة صلت فرضها، وصامت شهرها، وأطاعت بعلها، وحصنت فرجها فلتدخل من أي أبواب الجنة شاءت).
إن طاعة الزوج مسئولية كبيرة ولكن في طاعة الله، وتستطيع المرأة الموفقة أن تصل إليها بألطف الأساليب، فالزوج لا يريد مالاً، ولا يريد خدمة شاقة، يريد بسمة، يريد كلمة طيبة، يريد وجهاً بشوشاً، يريد رائحة جميلة، يريد ثوباً نظيفاً، يريد طعاماً مطهياً عاجلاً، يريد أن ينام ولا يسمع تكديراً، وإليكم مقولة المرأة التي زفت بنتها إلى زوجها، فلما زفتها قالت لها: إنك ستخرجين من بيت درجت فيه إلى عشير لم تألفيه، فكوني له أمة يكن لك عبداً.
لأن بعض النساء تقول لبنتها: لا ينتصر عليك، كوني عزيزة النفس، إذا قال كذا قولي: لا.
كوني عزيزة! فتحدث المشاكل من أول يوم دخلت فيه، ولكن عندما تصير المرأة أمة للزوج، ماذا يكون هو؟ عبداً لها.
وبعد ذلك قالت: لا يشمن منك إلا أطيب ريح، ولا تقع عينه منك إلا على كل مليح، وإياك في تأخير طعامه، أو تنغيص منامه، فإن تأخير الطعام ملهبة، وتنغيص المنام مغضبة، كيف ذلك؟ بعض النساء تظل نائمة حتى الساعة الثانية، وزوجها يأتي الساعة الثانية والنصف، وبعد ذلك قامت الساعة الثانية ولم يبق إلا نصف ساعة وخربت الدنيا كلها، ويأتي الزوج ويقول: هل الطعام جاهز؟ فتقول: اصبر قليلاً لازال القدر على النار، أين كنت من الصباح، (اللهم طولك يا روح) وبعد قليل أتت به بعد نصف ساعة وهو يلتهب، والطعام إذا كان حاراً كأنه نار نعوذ بالله من النار، كان الرسول صلى الله عليه وسلم لا يحب الطعام الحار، ولما قدم له قال: (إن الله لم يأمرنا أن نطعم النار) وبعد ذلك تجده إما مطهياً طهياً غير جيد، يعني: لابد أن يكون فيه عيب؛ لأنها أصلحته بسرعة، لكن لو أنها من أول الأمر قد دبرت أمرها وجهزت طعامها، بحيث إنها حين تسمعك وأنت عند الباب تدق الجرس، لا تدخل إلا والطعام أمامك حتى لا تغضب.
وتنغيص المنام مغضبة، وبعض النساء إذا علمت أن زوجها نائم تقفل عليه الباب وتأخذ أطفالها وأهلها وتذهب في غرفة بعيدة عن منامه وتسكتهم حتى لا يزعجوه، وعندما يأتي الوعد الذي قرر فيه القيام، تأتي إليه بالدقيقة وتنهضه قائلة له: يا فلان قم بارك الله فيك الموعد حل (يا سلام!) هذه الزوجة موفقة، نسأل الله أن يوفقها.
ولكن بعض النساء إذا نام فتحت الباب وأتت بعيالها كلهم، يقول لها زوجها: أريد أن أنام، قالت: لماذا تنام، حسناً أتيت من الدوام من أجل أن تنام، نريد أن نقعد معك، فإن الزوج يدعو عليها: لأنه وجدها مصممة على إزعاجه وبعد ذلك ذهب النوم وخرج وغضب عليها وحدثت مشاكل، كان عليها أن تغلق عليه الباب ساعة أو نصف ساعة بحيث يرتاح قليلاً؛ لأن الرجل يعاني بالخارج ويتعب في عمله فأين يذهب؟ هل يذهب إلى (القهوة) لينام؟ أم يذهب إلى المسجد؟ أم يذهب إلى الناس يطلب منهم مكاناً لينام فيه؟ هذه عذاب -والعياذ بالله- يقول المثل: حرب الخلاء ولا حرب الدار.
فإخلاص المرأة يكون بطاعتها لزوجها، وبكل هذه الأساليب إن شاء الله يمكن أن تكون المرأة طيبة، وهناك شريط إن شاء الله سوف يخرج بعد أيام اسمه (رسالة إلى كل عروسين) وجهته أنا إلى العرسان الجدد، ولكن يصلح حتى للقدامى، لعله ينفع ويعالج أغلب المشاكل التي بين الزوج وزوجته، وإن شاء الله سيصدر قريباً فلا تستعجلوا عليه، ربما يبقى شهراً؛ ولكن يوجد شريطان الآن في السوق، الأول بعنوان: (حقوق الزوج) والآخر: (حقوق الزوجة) هذا موجود وبإمكان الشخص أن يشتريه ويستفيد منه.