إذا أردت أن تعرف هل في قلبك حقيقة الإيمان أم صورته، فاعرض نفسك وعملك وبرنامج حياتك وجميع أعمالك وتصرفاتك، على كتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، منذ أن تستيقظ إلى أن تنام، اعرض وانظر، فإن وجدت أنك تسير مع الأمر والنهي، مع أوامر الله منفذاً لها، ومع النواهي تاركاً ومرتدعاً عنها، فاعلم أن حقيقة الإيمان قد استقرت في قلبك، فزِدْ واسأل من الله أن يثبتك عليها حتى تلقى الله؛ لأن هذه الحقيقة هي التي دفعتك إلى أن تعمل العمل الصالح، وهي التي دفعتك إلى أن تستيقظ لصلاة الفجر في المسجد؛ لأنك آمنتَ أن صلاة الفجر في المسجد فريضة، وأنها علامة صدق الإيمان، وأن: (مَن صلى الفجر في جماعة فكأنما قام الليل كله) وأن: (مَن مشى في ظلمة الليل إلى المساجد لقي الله بنورٍ ساطعٍ يوم القيامة) وأن: (مَن صلى الفجر في جماعة فهو في ذمة الله حتى يمسي).