Q عندي زواج في نهاية هذا الأسبوع وأرغب منك أن تحضر ليكون الزواج إن شاء الله طيباً ومباركاً وليس فيه معاصٍ ولا منكرات.
صلى الله عليه وسلم أنا أعتذر أن آتيَ نظراً لسفري إلى الرياض ولكني أقول لك: اذهب إلى بعض الإخوة وليس بالضرورة أن يكون شخصاً بعينه وإنما بإمكانك أن تستدعي طالبَ علمٍ، ويكون هناك كتاب من كتب ابن القيم أو كتاب الكبائر أو أي كتاب، وإذا لم تجد فبإمكانك أن تختار شريطاً من الأشرطة المفيدة وتشغل المكرفون وتضع الشريط في الجهاز حتى يسمع الناس ويذكرون الله عز وجل.
وأذكر لكم حدثاً وقع في الأسبوع الماضي في بلاد زهران، في منطقة الأطاولة، بين الأطاولة والمندق أقيم زواجاً هناك لأحد إخواننا في الله، وقد أقامه بطريقة نادرة نسأل الله أن يبارك له في زواجه، فقد دعا مجموعة من طلبة العلم والعلماء والمشايخ، منهم الشيخ عبد الرحمن السديس، والشيخ الدكتور محمد بن سعيد القحطاني، والشيخ عائض بن عبد الله القرني، والشيخ عبد الرحمن العشماوي، والشاعر ناصر الزهراني وأنا كنت ممن حضر، دعاهم لحضور حفل الزواج وضمن هذه الأسماء بالدعوة وقال: أريد أن يكون الزواج ندوة إسلام ودين وعلم، وجاء الناس.
يقولون لي: إنه وجه الدعوة لألف وخمسمائة رجل، لكن الذين حضروا ثلاثة آلاف رجل، بارك الله له في زواجه، وعشاهم كلهم؛ لأنه أقسم عليهم بالله وقال: والله لا أسمح لواحد أن يخرج إلا وقد تعشى، وقلت أنا: ماذا يعشي هؤلاء؟! لكن الله بارك في طعامه، ذبح خمسين خروفاً وحضر الطعام في مائة وخمسين صحناً وأقام الناس كلهم على سفرتين وقاموا والطعام باقٍ والحمد لله؛ لأنه قال: لا أحد يأتي لهذه الندوة ويخرج طاوياً؛ لأن الحفل طال، وقد بدأ بعد صلاة المغرب، فابتدأ بأن قسم البرنامج إلى قسمين: البرنامج الأول: ندوة مشتركة اشترك فيها عائض القرني والدكتور القحطاني وأنا، وكانت الندوة، الأول تكلم الدكتور محمد القحطاني عن المعوقات والعقبات في طريق الزواج لمدة نصف ساعة، ثم تكلمت أنا لمدة ساعة إلا ربع عن الوسائل الشرعية التي يحافظ بها على بناء الزواج، ثم تكلم الشيخ القرني بعدها لمدة نصف ساعة عن الآثار التي تترتب على نجاح الزواج في الدنيا والآخرة.
ثم بعد ذلك أجيب عن الأسئلة، ثم صلينا العشاء، وبعد الصلاة قدم العشاء، وبعد العشاء رجعنا الساعة (11) ليلاً، وقامت أمسية شعرية اشترك فيها ثلاثة شعراء: الأول عبد الرحمن العشماوي وقد ألقى قصيدة رائعة بعنوان: من مشاهد يوم القيامة، وهذه القصيدة نقل الناس فيها كأنهم يعيشون في عرصات يوم القيامة، بالآية والحديث، والقصيدة الثانية ألقاها الشيخ عائض القرني عن الحداثة والحداثيين الذين ينادون بالتحرر ورفض الدين والإيمان، هؤلاء الخبثاء، ثم ألقى الشاعر ناصر الزهراني وهو أخو المتزوج وطالب في جامعة أم القرى وشاعر عظيم ثلاث قصائد من ضمنها في الأخير قصيدة بلسان حداثي، فألصق فيها الحداثيين بالتراب والطين، والشريط موجود في السوق، اسمه (الأفراح الإيمانية).
فنقول لإخواننا الذين عندهم أفراح وزواج: أقيموا زواجكم على مثل هذا، ادعوا طلبة العلم والعلماء واذكروا الله، وابدءوا حياتكم بطاعة الله؛ لأنه إذا أسس الزواج على دين ثبت، وإذا أسس الزواج من أوله على معاصٍ ومنكرات وتبرج ومنصات وتصوير وفيديو وطبول وفساد -والعياذ بالله- فشل الزواج في الدنيا وفشل في الآخرة.
إنه من العيب عليك -يا أخي- أن تدفع خمسة آلاف أو عشرة آلاف لمطبل أو مطبلة وأنت تعرف أن إخوانك المجاهدين في الأفغان يموتون من الجوع، والله! أفضل لك مليون مرة أن ترسل الخمسة آلاف للإخوان المجاهدين ليشتروا بها طعاماً ويجاهدون بها في سبيل الله، ولا تدفعها لمطبل تكون عليك هذه الخمسة الآلاف لعنة في الدنيا والآخرة.
ونقول: أقيموا الزواج على مثل هذا؛ لأن الله يقول: {أَفَمَنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَى تَقْوَى مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانٍ خَيْرٌ أَمْ مَنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَى شَفَا جُرُفٍ هَارٍ فَانْهَارَ بِهِ فِي نَارِ جَهَنَّم َ} [التوبة:109] هل هذا مثل هذا؟ لا.
نعرف كثيراً من الزيجات فشلت من ليلة الزواج، وفشلت بعد أسبوع، رغم أنهم أقاموا لها بهرجاً عظيماً، بعضهم لا يقيم حتى في بيته زواجاً، يقيمه في قصر الأفراح، وليس هو قصر الأفراح، بل قصر الحزن قصر المعصية قصر الشؤم قصر التصوير قصر الطبل واللعب قصر دخول المنكرات والفضائح -والعياذ بالله- وبعضهم يقيمها في الفنادق الضخمة، يحجز الفندق كله، ويدفع خمسين أو ستين ألف ريال وبعد ذلك لا تكمل البنت أسبوعاً إلا وقد فشلت وطلقها ورماها، لماذا؟ لأنه أسس البنيان على غير رضوان الله عز وجل.
بارك الله لي ولكم ونفعني الله وإياكم.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.