بعد ذلك صفة الصلاة على الميت: يكبر التكبيرة الأولى، ويقرأ الفاتحة، ثم يكبر التكبيرة الثانية، ويصلي على النبي صلى الله عليه وسلم الصلاة الإبراهيمية، ثم يكبر التكبيرة الثالثة ويدعو للميت ويقول: اللهم اغفر لحينا وميتنا، وشاهدنا وغائبنا، وصغيرنا وكبيرنا، وذكرنا وأنثانا، اللهم إنك تعلم منقلبنا ومثوانا وأنت على كل شيء قدير، اللهم من أحييته منا فأحيه على الإسلام، ومن توفيته منا فتوفه على الإيمان، اللهم اغفر له، وارحمه وعافه واعف عنه وأكرم نزله ووسع مدخله، واغسله بالماء والثلج والبرد، ونقه من الخطايا كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس، وأبدله داراً خيراً من داره، وأهلاً خيراً من أهله، وأدخله الجنة وأعذه من عذاب القبر ومن عذاب النار، وأفسح له في قبره ونور له فيه.
هذه كلها جاءت وثبتت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وبعد ذلك يكبر التكبيرة الرابعة ولا يقول بعدها شيئاً، إنما يسلم تسليمة واحدةً عن يمينه وعند التكبير يرفع يديه مع كل تكبيرة، وإذا كانت الميتة امرأة فيقول: اللهم اغفر لها، وإذا كان طفلاً صغيراً، فإنه يدعو ويقول: اللهم اجعله فرطاً وذخراً لوالديه وشفيعاً لهما مجاباً، اللهم ثقل به موازينهما، وأعظم به أجورهما، وألحقه بصالح المؤمنين، واجعله في كفالة إبراهيم، وقه برحمتك عذاب الجحيم.
هذه الكيفية الشرعية لصلاة الجنازة، أسأل الله الذي لا إله إلا هو أن يحسن منقلبنا وإياكم وأن يحيينا وإياكم على الإسلام وأن يميتنا وإياكم على الإيمان إنه على كل شيءٍ قدير وبالإجابة جدير.