وبعد ذلك ترفع رأسك من الركوع قائلاً: سمع الله لمن حمده، هذا إذا كنت إماماً، أما إذا كنت مأموماً فتقول: ربنا ولك الحمد وترفع يديك، ثم تعيدها إلى ما كانت عليه قبل الركوع، أين كانت قبل الركوع؟ كانت على الصدر، وبعد الركوع تعود إلى الصدر ولا دليل لمن قال أنه يعيدها مسبلة، وقد ذكر هذا الكلام الشيخ الألباني في رسالته في كيفية صلاة النبي صلى الله عليه وسلم، وقد رد عليه سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز بالرد الشرعي الواضح في أن الصحيح الثابت هو أنها توضع كما كانت؛ لأنه ثبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه وضع اليدين على أربعة أحوال: ثبتت في الركوع على الركبتين، وثبتت في السجود على الأرض، وثبتت في الجلوس على الفخذين، وثبتت في القيام على الصدر، والقيام بعد الركوع هو قيام كما هو قبل الركوع، ولا فرق بينهما، ومن فرق بين القيام قبل الركوع أو بعد الركوع لزمه الدليل، وما دام لا دليل فلا بد أن تبقى المسألة على الأصل في كون اليدين بعد الرفع من الركوع تعود إلى مكانهما قبل الركوع فوق الصدر، ويقول الإنسان بعد ذلك: ربنا ولك الحمد ملء السماوات وملء الأرض وملء ما بينهما وملء ما شئت من شيءٍ بعده، -ثم يقول إن استطاع وكان هناك فرصة- أهل الثناء والمجد أحق ما قال العبد، وكلنا لك عبدٌ لا مانع لما أعطيت ولا معطي لما منعت ولا ينفع ذا الجد منك الجد.