السحر بين الحقيقة والتخييل

السائل: سؤال آخر يتعلق -أيضاً- بالسحر.

الشيخ: تفضل.

Q ما حد قدرة الساحر؟ أي: هل يستطيع قلب الأشياء، كأن يقلب قطاً إلى كلب أو كذا؟

صلى الله عليه وسلم الساحر يستطيع التوهيم والتخييل؛ قال تعالى: {يُخَيَّلُ إِلَيْهِ مِنْ سِحْرِهِمْ أَنَّهَا تَسْعَى} [طه:66] أما في الحقيقة فلا، كما جاء في قصة الدجال في آخر الزمان أنه يقطع الشخص نصفين، ويرى الناس أنه فعلاً قطعه نصفين ثم يعيده، فبعد أن يعيده يسأله: هل آمنت بي؟ فيقول: ما ازددت إلا إيماناً بأنك الدجال الأكبر الذي أخبرنا به الرسول صلى الله عليه وسلم.

فالسحر في الغالب هو تخييل، لكن له تأثير، وهذا التأثير لا يُنْكِرْ الواقع، ومن ذلك قصة اليهودي لبيد بن الأعصم، حيث سحر الرسول عليه السلام، وظل الرسول صلى الله عليه وسلم متأثراً بسحره في ضعفه في بدنه نحو ستة أشهر، مثل هذا التأثير ممكن، أما قلب الحقائق توهيماً وتخييلاً، وهذا النوع يستعمله الكثير من الذين يسمون بـ (الحُوّات) ، وهم مشعوذون، خاصة في مصر يوجد من هذا النوع الكثير، وكان بعض الناس يأتون منهم إلى دمشق ورأينا منهم العجب! يأخذ المائة ليرة ورقة ويشعلها أمام الناس ثم يعيدها كما كانت، والخاتم يسحبه من يدك وتراه في كف غيرك، وهكذا فإذاً: للسحر تأثيرٌ لكن لا يبلغ الأمر إلى قلب حقائق الحيوانات التي خلقها الله عز وجل.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015