أمر آخر -أيضاً- سلبي يحذر منه السلفيون وينبهون عليه وهو تلك الأحاديث الضعيفة والموضوعة التي كانت عمدة لكثير من البدع، هذه الأحاديث شاع لدى الناس إيرادها وذكرها، الخطباء والمدرسون والكتاب والمؤلفون، تجد الكتب طافحة بنسبة الأقوال إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهذه الأقوال رسول الله صلى الله عليه وسلم منها براء، ولا يتحرزون، مع أن الرسول صلى الله عليه وسلم ينبه إلى ذلك كثيراً ويحذر منه، ويبين خطورته وأنه كذب عليه، (وإن كذباً عليَّ ليس ككذباً على أحدكم) فيستحل بالحديث المنسوب إلى رسول الله مما لا يصح أن يستحل به الحرام ويبنى به الأحكام، وهذا أيضاً أمر هام تقوم به الدعوة السلفية وتبين ما صح من الحديث وما لم يصح.
هذه الكلمة أصل فيها، ولقد أشرت أن التتمة لا يتسع الآن المقام لها، وهو: موقف السلفية من الدعوات الأخرى، فلعل ذلك في موقف آخر أو مجلسنا الثاني إن شاء الله وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.