إذا انتقلنا إلى الذكر نجد أنهم غيروا كذلك مفهوم الذكر، ولو سألت الناس الذين يعيشون حيث تكثر الصوفية ما هو الذكر؟ تجدهم يشيرون إلى ذلك الرقص والرقصات المختلفة باختلاف أصحاب الطرق، ولا يعرفون الذكر الشرعي الإسلامي.
فالذكر عند الصوفية -أي: الأذكار المأثورة- يسمونها أذكار العامة، فلا إله إلا الله وحده لا شريك له، هذا الذكر العظيم والتوحيد الخالص الذي قال فيه رسول الله عليه الصلاة والسلام: (أفضل ما قلته أنا والنبيون من قبلي: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، يحيي ويميت، بيده الخير وهو على كل شيء قدير) هذا الذكر عند مشايخ الصوفية ذكر العوام، أما الخواص فقد ترفعوا عن هذا الذكر.
وذكر الخاصة عندهم تكرار لفظ الجلالة: (الله الله الله الله ... ) وذكر خاصة الخاصة تكرار ضمير الغيبة: (هو هو هو هو ... ) وقد اقتصر بعضهم على الآهات: (آه آه آه ... ) هكذا عبثوا بهذه العبادة العظيمة: ذكر الله، وغيروا مفهوم الذكر، وعلى هذا المفهوم يعيش جمهور المسلمين في كثير من البلدان، من الذين لا يعرفون الدين إلا من طريق الصوفية، وهذا عبث بالدين.
هذا ما رأيت أن أتكلم به في هذه المناسبة، أسأل الله عز وجل أن يلهمنا العمل بالسنة، وعلى منهج السلف الصالح.