لا يستحق عبادة الأبرار غير الإله الواحد القهار
فهو الجدير بأن نذل لوجهه وهو العزيز وعالم الأسرار
الله فوق العرش عنه بائن وهو العلي ومدرك الأبصار
فوق الخلائق والخلائق دونه ترقى إليه دعوة الأخيار
يخشاه كلٌّ الخلق كل ساجد وظلالهم في الطوع والإجبار
يطوي السماوات العلى بيمينه والأرض قبضة ربنا الجبار
لا نوم يأخذه وليس بغافل عن خلقه واحسرة الكفار!
الرزق يبسطه ويقبض رزقه الرزق مقدور من الأقدار
وهو القدير وما له من مكره وهو الكريم مفجر الأنهار
فلمن أطاع الله جنات ومن يكفر فذلك خالد في النار
فاشهد بأنه وحده معبودنا وإلى الجحيم عبادة الأحجار
فالله وحده يستحق عبادة وسواه مخلوق لهذا الباري
من خص شيئاً من عبادة ربه للجبت كان مشابه الكفار
إن العبادة للإله جميعها إخلاصها شرط لدى الأحرار
أما الشهادة للرسول محمد فبأنه المعصوم في الإخبار
وبأنه في الرسل جاء ختامهم مسك الختام ودرة الأخيار
وهو الرسول لمن سيأتي بعده بالنصح والتبشير والإنذار
ما نطقه إلا بأمر إلهه وكتابه وحي من الجبار
أعيت بلاغته ومعجز نظمه أهل الفصاحة أو ذوي الأشعار
هو خالد والله خيرٌ حافظاً فالذكر محفوظ من الأغيار
ما باطل يأتيه من قدامه أو خلفه هذا كلام الباري
والله صان عن الضلال رسوله وحماه من شيطانه الأمار
تبيانه نهج قويم واضح لا نهج يعدل منهج المختار
لا يرفض الإسلام إلا كافر ما بعده نور من الأنوار
هدي الرسول موضحٌ قرآننا فهو العليم بمقصد الأخبار
لا يفهم القرآن مثل محمد فحديثه نور الهدى للساري
فإذا شهدنا للرسول فإننا نعطيه كل رجاحة المقدار
وإذا شهدنا لا نرى أهلاً سوى هذا الرسول لقدوة الأبرار
لله نشهد بالعبادة وحده ولأحمدٍ بالفهم والإخبار
رب إله واحد ورسالة نسخت جميع شرائع الأحبار
معنى الشهادة بينٌ لبصيرة لوضوحه يخفى عن الأنظار