Q هل يجوز التشهير بصاحب بدعة، أو الكلام عليه وذمه؟
صلى الله عليه وسلم صاحب البدعة له حالتان: - إما أن يكون منطوياً على نفسه.
- أو أن يكون مشهوراً بين الناس.
ففي الحالة الأولى لا داعي لتشهيره؛ لأن ضلاله محصور في ذاته.
أما في الحالة الأخرى فلا بد من تشهيره والتحذير منه؛ حتى لا يغتر الناس الذين يعيش بينهم به، وليس ذلك من الغيبة في شيء كما قد يتوهم بعض المتنطعين، وحديث: (الغيبة ذكرك أخاك بما يكره) هو من العام المخصوص، وقد ذكرت لكم قول بعض الفقهاء في بيتين من الشعر جمعوا فيهما الغيبة المستثناة من الحرمة، فقال قائلهم:
القدح ليس بغيبةٍ في ستةٍ متظلم ومعرِّفٍ ومحذرٍ
ومجاهر فسقاً ومستفتٍ ومن طلب الإعانة في إزالة منكر
فهنا المبتدع والتشهير به يدخل في التعريف ويدخل في التحذير، ولذلك اتفق علماء الحديث جزاهم الله خيراً على وصف كثير من رواة الحديث بما كانوا عليه من الابتداع في الدين، وهذا كله من قيامهم بواجب البيان للناس؛ حتى يعرفوا الراوي الصارف يؤخذ بعقيدته، والراوي المبتدع، ويترك هو وعقيدته المنحرفة عن الكتاب والسنة.