الحديث الموضوع

32 - والكذب المختلق المصنوع على النبي فذلك الموضوع

الموضوع: هو الحديث المذكوب المختلق المصنوع المنسوب إلى النبي صلى الله عليه وسلم.

والحديث الموضوع يُعرف:

1 - بأن يكون في إسناده راو معروف بأنه كذاب أو وضاع.

2 - أن يكون متن الحديث لا يمكن قبوله بحال، وإن لم يوجد في إسناده من هو معروف بأنه كذاب أو وضاع، والأحاديث التي فيها نكارة، تُعرف:

أ - إما بمصادمتها للقرآن، مثل الحديث الذي ورد في تحديد عمر الدنيا وأنه سبعة آلاف سنة، وأن النبي صلى الله عليه وسلم بُعث في الألف الأخيرة، وابن القيم ذكره في المنار المنيف وبين أنه حديث موضوع، وهو يناقض قول الله تعالى: " يسألونك عن الساعة أيان مرساها، قل إنما علمها عند ربي، لا يجليها لوقتها إلا هو ".

ب - أن يناقض حديثا صحيحا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم. ج - أن يناقض ما عرف بالتاريخ، كقول أحدهم: " حدثتني عائشة "، فقيل له: ألقيت عائشة؟ قال: نعم، قالوا: ورأيتها؟ قال: نعم، قالوا له: صفها لنا، قال: كانت أدماء، قالوا: أين لقيتها؟ قال: بواسط.

فكلامه يدل على أنه كذاب، فعائشة توفيت سنة 58 هـ أو 59 هـ، وفي ذلك الوقت لم تبن مدينة واسط، وعائشة لم تكن أدماء بل كان فيها حمرة، وأيضا لا يمكن أن يراها، لأنها كانت تحتجب من الرجال.

د - أن يقر هو على نفسه بالوضع.

هـ - أن يحدث بما لا يقبله العقل، كما حدث أحدهم: أنه كان يمشي في طريق، فأدركه الظمأ، وإذا ببيت عالية وفيه جرة، قال: فأخذت بندقة من الأرض فرميتها على تلك الجرة فثقبتها، فانسكب الماء، فوضع فمه تحت الماء فشرب حتى ارتوى، ثم أخذ بندقة أخرى فقذفها فسد ذلك الثقب الذي انبثق منها ذلك الماء، فهذا لا يقبله العقل.

كذلك حدث أنه رأى قردا، ينفخ في الكير ويصوغ الذهب، فقالوا له: إذا أراد أن ينفخ عى الكير كيف ينفخ - لأن القرد لا يمكن له أن ينفخ -؟ قال: كان يشير إلى أحد المارة، فيأمره أن ينفخ على الكير.

فإذا عُرف عن الراوي مثل هذه الأمور، فإنهم يعرفون أنه كذاب.

أسباب الوضع في الحديث:

- الانتصار للمذاهب السياسية والعقدية.

- أسباب دنيوية: كأن يكون صاحب سلعة ويريد أن تُباع سلعته، أو تحقيق منافع شخصية أخرى، كالأعمى الذي وضع حديث: " من قاد أعمى أربعين خطوة .... "، وهو يريد ذلك أن يقوم الناس على خدمته.

- امتحان الرواة، ويُشترط أن يبين ذلك في نفس المجلس حتى لا يغتر أحد ...

فائدة: الكذب على النبي صلى الله عليه وسلم من كبائر الذنوب، بل قد قال بعض أهل العلم بكفره، وبعضهم فصل فقال: إن كان الذي وضع الحديث وضعه تأولا كجهلة المتعبدين، فإنه لا يكفر، لكن بعض أصناف الوضاعين يضعون الأحاديث بغضا منهم للإسلام، وهم: الزنادقة، فهؤلاء كفار، فإذا وجد راو من الرواة يضع حديثا فيه شينا للإسلام، أو تحليل الحرام، أو تحريم الحلال، فلا شك في كفره، لأنه توجد قرينة تدل على خبث طويته.

مصنفات في الموضوعات:

- الموضوعات لابن الجوزي.

- اللآلئ المصنوعة في الأحاديث الموضوعة للسيوطي.

- تنزيه الشريعة المرفوعة عن الأحاديث الموضوعة، للكناني.

- الفوائد المجموعة في الأحاديث الموضوعة، للشوكاني ......

طور بواسطة نورين ميديا © 2015