دروس رمضان (صفحة 87)

وضرب القرآن المثل بالأمة، التي تجمع بين القوتين، فتسعد وتنتصر بأمة محمد -صلى الله عليه وسلم- قال -تعالى-: {مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ} ، وهذا عنوان القوة المادية {رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ} وهذا عنوان القوة المعنوية، {تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا} وهذا ثمرةُ الجمعِ بين القوتين، وأبرزُ عناصر السعادة للأمة التي تجمع بينهما.

والصيامُ الذي فرضه الله على المسلمين؛ يجمع بين القوتين جمعًا رائعًا متلائمًا، يؤتي أحسنَ الثمار؛ فهو من الناحية الصحية قوةٌ للجسم، يدفع عنه كثيرًا من الأمراض، ويشفيه من كثيرٍ من العلل.

وهو من الناحية المعنوية يعطي المسلم قوًى معنويةً متنوعةً، لها أكبرُ الأثرِ في سعادة الأفراد والجماعات، فيعطيه: قوةَ الصبرِ، وقوةَ النظام، وقوةَ الطاعة، وقوةَ التحملِ، وقوةَ الإيمانِ.

أترون أمةً من الأمم تتحلى بهذه القوى المعنوية، ثم تجد سبيلها إلى الانهيار؟ !

أترون جيشًا يتحلى أفراده بهذه الأخلاق القوية يجد نفسه على عتبة الهزيمة؟ !

طور بواسطة نورين ميديا © 2015