ولا يستوي في الحكم عبدانِ ... واصلٌ وعبدٌ لأرحامِ القرابةِ قاطعُ
ومما يحبب الإنسان لقرابته، ويدنيه منهم تواضُعُه ولينُ جانبه
مَنْ كان يَحْلُم أن يسودَ عشيرةً ... فعليه بالتقوى ولينِ الجانب
ويغضَّ طرفًا عن مساوي من أسا ... منهم ويحلم عند جهل الصاحب
ومما يجمل فِعْلُه مع الأقارب: بذلُ المستطاعِ لهم من الخدمة بالنفس، أو الجاه، أو المال، وأن يدعَ المنةَ عليهم، ومطالبتَهم بالمثل، فالواصل ليس بالمكافئ، والعاقلُ الكريمُ يوطِّن نفسَه على الرضا بالقليل من الأقارب؛ فلا يستوفي حقه كاملًا، بل يقنع بالعفو وباليسير، حتى يستميلَ بذلك قلوب أقاربه، ويُبْقي على مودتهم.
إذا أنت لم تستبق ودّ صحابةٍ ... على دَخَن أكثرتَ بثَّ المعايبِ
ثم إن الأقارب يختلفون في أحوالهم، وطباعهم، ومنازلهم؛ فمنهم من يرضى بالقليل؛ فتكفيه الزيارةُ السنوية، والمكالمةُ الهاتفية، ومنهم من يرضى بطلاقة الوجه، والصلة بالقول، ومنهم من يعفو عن حقه كاملًا، ويلتمس المعاذير لأرحامه، ومنهم من لا يرضى إلا بالزيارة المستمرة، وبالملاحظة الدائمة؛ فمعاملتهم بهذا المقتضى تعين على الصلة، واستبقاء المودة.