الحمد لله غافر الذنب، وقابل التوب شديد العقاب، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وهو الكريم الوهاب، وأشهد أن محمدًا عبد الله ورسوله صلى الله وسلم عليه وعلى آله والأصحاب، أما بعد:
فإن التوبةَ وظيفةُ العمرِ، وبدايةُ العبدِ ونهايتُه، وأولُ منازلِ العبودية، وأوسطها، وآخرها.
وإنَّ حاجتَنا إلى التوبة ماسّةٌ، بل إنَّ ضرورتنا إليها مُلِحَّة، فنحن نذنب كثيرًا، ونفرّط في جنب الله ليلًا ونهارًا؛ فنحتاج إلى ما يصقل القلوبَ، وينقّيها من رَيْن المعاصي والذنوب.
أيها الصائمون الكرام: التوبة هي: تركُ الذنبِ علمًا بقبحه، وندمًا على فعله، وعزمًا على ألا يعود التائبُ إليه إذا قدر، وتداركًا لما يمكن تداركُه من الأعمال، وأداءً لما ضيع من الفرائض؛ إخلاصًا لله، ورجاءً لثوابه، وخوفًا من عقابه، وأن يكون ذلك قبل الغرغرة، وقبل طلوع الشمس من مغربها.
أيها الصائمون الكرام: لقد فتح الله - بمنِّه وكرمه - بابَ التوبة؛ حيث أمر بها، ووعد بقبولها مهما عظُمت الذنوب.