فيا أيها الحبيب تجرَّع مرارةَ الصبر، وغُصَصَ الحرمان في البداية؛ لتذوق الحلاوة، وتحصل على اللذة الحقيقية في النهاية.
والصبر مثل اسمه مرٌّ مذاقَتُه ... لكنْ عواقِبُهُ أحلى من العسل
واعلم أن الصَّابرَ معان من الله، قال النبي -صلى الله عليه وسلم- في الحديث المتفق عليه: «ومن يتصَبَّرْ يُصَبِّره الله» .
واستحضر أن الصبرَ عن التدخين أسهلُ بكثيرٍ مما يوجبه التدخين، فإنه يورث ألمًا، وعقوبةً، وهمًّا، وغمًّا، وندامةً، وذلًّا، وضررًا - كما مرَّ-.
الثالت عشر من الأمور المعينة على ترك التدخين: الحذرُ من اليأس، فقد تحاول تركَ التدخين مرةً أو أكثر فلا تفلح، وقد تتركه فترةً ثم ترجع إليه مرةً أخرى؛ فربما قادك ذلك إلى اليأس، وربما ألقى الشيطانُ في قلبك أنْ لا سبيل إلى ترك التدخين، وأنَّ كلَّ محاولةٍ منك ستبوء بالإخفاق؛ فإياك أن يَدبَّ هذا الشعورُ إليك، أو أن يجد منفذًا إلى قلبكَ، بل حاول مرةً بعد أخرى، ولا تيأسنَّ مهما حاولت وأخفقت، فلعلك إن أخفقت مراتٍ نجحت في آخر المطاف، بل من الناس من ينجح في أول محاولة جادة.